أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية في ورطة.. و"إنفيديا" تسجل ثاني أكبر خسارة يومية في التاريخ
- تأثرت الأسواق بتوقعات تخفيض أسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية، مع تركيز المستثمرين على إعادة ترتيب المحافظ الاستثمارية استعدادًا لنتائج أعمال شركات التكنولوجيا.
- تواجه شركات مثل مايكروسوفت، ألفابيت، وميتا تحديات مستمرة في القطاع، مع توقعات بأداء جيد ولكن في مواجهة مقارنات ربع سنوية صعبة، مما يشير إلى استمرار الضغوط على القطاع.
أنهت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى تعاملات الأسبوع متراجعة لليوم السادس على التوالي، في أطول سلسلة تراجعات للقطاع المحوري في السوق الأميركية منذ أكتوبر 2022، بينما سجل سهم شركة إنفيديا، مصممة رقائق الكمبيوتر المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ثاني أكبر خسارة يومية في القيمة السوقية في تاريخ الأسهم الأميركية.
وسجل مؤشر إس أند بي أسوأ أداء أسبوعي له منذ مارس/آذار 2023، متراجعاً بأكثر من 3%، وسط تزايد الغموض المتعلق بمسار التضخم والسياسة النقدية. وكان هذا أيضًا الأسبوع السلبي الثالث على التوالي لمؤشر الشركات الكبيرة، وساهم بالنصيب الأوفر من تراجعاته الضغط الهبوطي من أسهم شركات التكنولوجيا، حيث كان القطاع هو الأسوأ أداءً داخل المؤشر، في يوم الجمعة، وعلى مستوى الأسبوع.
وانخفض مؤشر ناسداك المتخم بشركات التكنولوجيا الأسبوع متراجعاً بنسبة 5.5%، ليسجل أسبوعه الخاسر الرابع على التوالي، في أطول سلسلة خسائر أسبوعية منذ يناير/كانون الثاني 2022. وشهد الأسبوع أسوأ أداء أسبوعي لناسداك منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وتراجع سعر سهم "إنفيديا" بنسبة 10% في تعاملات يوم الجمعة، في أسوأ جلسة له منذ مارس/آذار 2020، لتنخفض القيمة السوقية للشركة بأكثر من 212 مليار دولار. وشهدت تعاملات الأسهم في آخر أيام الأسبوع حالة تجنب واضحة لأغلب أنواع الأصول الخطرة، قبل موجة من بيانات أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى، المتوقع الإعلان عنها الأسبوع المقبل.
أيضاً تراجعت أسهم "نتفليكس" بنحو 9% بعد يوم من إعلان خدمة البث عن نيتها التوقف عن الكشف بانتظام عن أرقام المشتركين لديها، وهو ما طغى على أرباح أقوى من المتوقع حققتها خلال الربع الأول من العام. وأنهى مؤشر ناسداك جلسة الجمعة بتراجع يتجاوز 2%.
ويوم الجمعة، عانت الأسهم التي ارتفعت بسبب حماس المستثمرين للذكاء الاصطناعي، حيث أغلقت أسهم " أدفانسد ميكرو ديفايزس Advanced Micro Devices" و"ميكرون" و"ميتا" على انخفاض بنسبة 5.4% و4.6% و4.1% على التوالي. وخسرت شركة سوبر مايكرو كمبيوتر، وهي مجموعة معدات الخوادم التي ينظر إليها على أنها مستفيدة من طفرة الذكاء الاصطناعي، ما يقرب من ربع قيمتها السوقية يوم الجمعة، إلا أنها بقيت مرتفعة بما يقرب من 150%، عن سعرها عند بداية العام.
وقال كيفن جوردون، كبير استراتيجيي الاستثمار في تشارلز شواب، في مذكرة: "إنه يوم عصيب بالنسبة لأسهم التكنولوجيا. أي شيء كان يسير على ما يرام في وقت سابق من هذا العام بدأ يتراجع".
وتأتي تحركات يوم الجمعة في الوقت الذي بدأ فيه المستثمرون يأخذون على محمل الجد احتمال قيام بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة فقط هذا العام، أو ربما لا شيء على الإطلاق. كما أدت الضربات الانتقامية بين إيران وإسرائيل إلى زيادة قلق المستثمرين، مما أدى إلى تراجع أسواق الأسهم.
لكن المحللين قالوا إن عمليات البيع يوم الجمعة كانت مدفوعة بدلاً من ذلك من قبل المستثمرين الذين أعادوا ترتيب محافظهم الاستثمارية على عجل، قبل الإعلان عن نتائج أعمال شركات التكنولوجيا الكبرى الأسبوع المقبل.
قال باراج ثات، الخبير الاستراتيجي في دويتشه بنك، في مذكرة: إن "تراجع الأسهم ليس له علاقة كبيرة بأسعار الفائدة، إنما يتعلق الأمر أكثر بتسعير المستثمرين لنمو بطيء في أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى".
وقال أندرو برينر، رئيس استثمارات الدخل الثابت الدولي في NatAlliance Securities، في حديثه لشبكة سي أن بي سي الاقتصادية: "لا يوجد ضغط نسبي على أسعار الفائدة" في غياب إعلانات جديدة من بنك الاحتياط الفيدرالي، لكن الأسهم تتعرض للسحق بسبب توقعات الأرباح".
وستعلن كل من شركات مايكروسوفت وألفابيت وميتا عن نتائج أعمال الربع الأول الأسبوع المقبل، بينما من المقرر أن تعلن نتائج "إنفيديا" في أواخر مايو/أيار. وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن يكون أداء جميع الشركات جيدًا، إلا أنها تواجه مقارنات ربع سنوية صعبة.
وبلغ نمو أرباح السهم على أساس سنوي لكل من شركات إنفيديا وميتا ومايكروسوفت وأمازون وألفابيت وآبل ذروته عند 68.2% في الربع الرابع من عام 2023. ويتوقع محللو بنك يو.بي.أس. السويسري أن تعلن الشركات الستة الكبرى عن نمو في ربحية السهم بنسبة 42.1% في المتوسط للأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.