- تواجه الأسواق توترات جيوسياسية متزايدة ومخاوف من شح الإمدادات بسبب الهجمات على منشآت الطاقة وانخفاض عدد منصات الحفر الأميركية، مما يدفع الأسعار للارتفاع.
- يؤثر ارتفاع أسعار النفط على الدول الأوروبية والولايات المتحدة بزيادة التضخم، مع تسجيل ارتفاع بنحو 15% في أسعار النفط هذا العام، مما يضع ضغوطًا على الاقتصادات الكبرى وجهود كبح التضخم.
ارتفعت أسعار النفط في الأسواق العالمية، مدفوعة بالهجمات الأوكرانية على المصافي الروسية، وتخفيض الإمدادات من جانب تحالف "أوبك+".
ولامس خام برنت مستوى 86 دولاراً للبرميل، أمس الاثنين، بعد تراجعه بأكثر من 2% في الأيام الثلاثة الأخيرة من الأسبوع الماضي، فيما اقترب خام غرب تكساس الوسيط الأميركي من 81 دولاراً للبرميل.
وتتجه أسعار النفط الخام لتحقيق مكاسب شهرية ثالثة بعد الارتفاعات المحققة خلال الشهرين الماضيين مع استمرار "أوبك+" في فرض قيود على الإنتاج، فضلاً عن خطط الصين لتوسيع الإنتاج الصناعي، إذ قال رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ إن بكين تكثف دعمها السياسي لتحفيز النمو، كما تقوم بمعالجة المخاطر النظامية.
في الأثناء، تتخوف الأسواق من استمرار ضربات الطائرات المسيّرة من قبل أوكرانيا للمصافي الروسية والتي تعيق قدرات روسيا على تكرير النفط الخام، فضلاً عن تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط.
وأول من أمس الأحد، قالت القيادة المركزية الأميركية، إن الحوثيين في اليمن أطلقوا صاروخاً على ناقلة النفط المملوكة للصين "هوانغ بو" يوم السبت الماضي، مما يسلط الضوء على المخاطر المستمرة التي تهدد الشحن في البحر الأحمر قبالة اليمن.
وما يؤشر على اتجاه الأسعار نحو الصعود، ارتفع صافي مراكز الشراء لمديري الأموال على خام برنت إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من عام. وقال ستيفانو جراسو، كبير مديري المحافظ في صندوق "8vantedge Pte" ومقره سنغافورة لوكالة بلومبيرغ الأميركية: "من ناحية، يبدو العرض والطلب متوازنين، مع احتفاظ السعوديين بقدرة إنتاجية فائضة، لكن من ناحية أخرى، فإن الاضطرابات قاب قوسين أو أدنى" من أن تؤثر على هذا التوازن.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا، رئيس "إن.إس.تريدنغ"، وهي وحدة تابعة لشركة نيسان للأوراق المالية، إن "تصاعد التوتر الجيوسياسي، بالإضافة إلى زيادة الهجمات على منشآت الطاقة في روسيا وأوكرانيا مع تراجع الآمال في وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، أثار المخاوف بشأن إمدادات النفط العالمية".
وأضاف كيكوكاوا لوكالة رويترز أنّ "انخفاض عدد منصات الحفر الأميركية زاد أيضاً المخاوف بشأن شح الإمدادات". وأظهرت بيانات شركة خدمات الطاقة "بيكر هيوز" انخفاض عدد منصات النفط الأميركية في الأسبوع الماضي، وهو ما يشير إلى انخفاض الإمدادات في المستقبل.
ويسبب ارتفاع أسعار النفط إزعاجاً للدول الأوروبية التي قطعت شوطاً كبيراً في كبح التضخم، وكذلك الولايات المتحدة التي يأمل الرئيس جو بايدن في استقرار أسعار البنزين وعدم صعود معدل التضخم ولا سيما في الأشهر السابقة للانتخابات المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ويأمل أن يعبر من خلالها إلى فترة رئاسية ثانية. وارتفعت أسعار النفط بنحو 15% هذا العام إلى 85 دولاراً للبرميل.
ووفق البيانات الرسمية الصادرة في وقت سابق من مارس/آذار الجاري، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين (التضخم) في الولايات المتحدة بنسبة 0.4% على أساس شهري في فبراير/ شباط الماضي بعد زيادتها 0.3% في يناير/كانون الثاني، كما صعدت على أساس سنوي بنسبة 3.2% بعد ارتفاعها 3.1% في الشهر الأول من العام.