أسعار النفط تتجاهل السحب من الاحتياطي الاستراتيجي وتواصل الارتفاع

24 نوفمبر 2021
محطة وقود في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة (Getty)
+ الخط -

تجاهلت أسواق النفط صباح اليوم الأربعاء قرار السحب من الاحتياطات الاستراتيجية من النفط الذي أقرته الولايات المتحدة وكبار الدول المستهلكة للمشتقات النفطية في آسيا وأوروبا، وواصلت الارتفاع.

وفي التعاملات الصباحية اليوم الأربعاء ارتفعت أسعار النفط وسط ترقب صدور بيانات المخزونات الأميركية، ومع متابعة آخر التطورات المتعلقة بقرار الولايات المتحدة السحب من المخزون النفطي الاستراتيجي، ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم يناير/ كانون الثاني بنحو 0.2% عند 82.43 دولاراً للبرميل. كما زادت عقود خام "نايمكس" الأميركي تسليم يناير/ كانون الثاني 0.3% مسجلة 78.74 دولاراً للبرميل.

عاملون في صناعة النفط في الولايات المتحدة يرون أن قرار واشنطن ودول حليفة بالسحب من الاحتياطيات الاستراتيجية للنفط سيكون له تأثير محدود على أسعار البنزين

وقررت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أمس سحب 50 مليون برميل من مخزونها النفطي الاستراتيجي. وتم السحب بالتنسيق مع عدد من الدول، من بينها الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية وبريطانيا.

وإلى جانب قرار السحب من الاحتياطي فإن المستثمرين يتابعون المستجدات المتعلقة بجائحة "كورونا" التي سيكون لها تأثير على الطلب النفطي في العالم.

وتشهد أوروبا حالياً زيادة حالات الإصابة مع اتجاه بعض الدول لتطبيق إجراءات إغلاق جزئية. ولكن البيت الأبيض أكد مساء الثلاثاء أن الولايات المتحدة ليس لديها أي خطط لتطبيق إجراءات إغلاق لمواجهة زيادة الإصابات في المستقبل. 

وفي ذات الصدد، كشفت بيانات معهد البترول الأميركي ارتفاع مخزونات النفط 2.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

وحسب وكالة بلومبيرغ، يرى عاملون في صناعة النفط في الولايات المتحدة أن قرار واشنطن ودول حليفة بالسحب من الاحتياطيات الاستراتيجية للنفط سيكون له تأثير محدود على أسعار البنزين.
وقال المدير المشارك في "فورمينتيرا بارتنرز"، بريان شيفيلد، في تصريحات لقناة "بلومبيرغ"، إن الإصدار المحتمل لاحتياطيات النفط تم وضعه في الاعتبار بالفعل في أسعار النفط منذ أسابيع، لذلك فهو يمثل "خبراً قديماً للسوق".

وأضاف شيفيلد: "هذه الخطوة تؤجل فقط المشكلات الناتجة عن مزيج من تعافي الطلب وضعف المعروض". وقال إن "ارتفاع أسعار النفط هو العلاج المطلوب لزيادة العرض".

رئيس شركة هنريتا ريسورسيس الأميركية: قرار السحب من الاحتياطيات قد يبقي أسعار النفط تحت السيطرة خلال الربيع

من جانبه يعتقد بيتر ساذرلاند، رئيس شركة هنريتا ريسورسيس الأميركية، أن قرار السحب من الاحتياطيات قد يبقي أسعار النفط تحت السيطرة خلال الربيع، لكن قد يأتي بنتائج عكسية خلال الصيف المقبل.

في حين يقول راندي أولينبيرجر، المحلل في "بي إم أوه كابيتال ماركتس"، في مذكرة بحثية، إن إطلاق الاحتياطيات والمدفوع سياسياً سيكون له أثر قصير الأجل ومحدود على سوق النفط، بالنظر لبداية فصل الشتاء والزيادة المصاحبة في الطلب.

وأشار راندي إلى أن مجموعة "أوبك بلس" قد تؤجل زيادة الإنتاج المقررة سابقاً عند 400 ألف برميل يومياً، ما سيحد من تأثير قرار السحب من الاحتياطيات النفطية.

إلى ذلك قالت وزيرة الطاقة الأميركية، جنيفر جرانهولم، أمس الثلاثاء، إن من المنتظر أن تبدأ أسعار البنزين المرتفعة في الولايات المتحدة بالتراجع في الأسابيع القليلة القادمة كنتيجة لسحب ملايين البراميل من النفط من الاحتياط البترولي الاستراتيجي.

وفي تعليقات أدلت بها إلى الصحافيين في البيت الأبيض، امتنعت جرانهولم عن تحديد حجم الهبوط المتوقع في أسعار البنزين والفترة الزمنية التي سيستغرقها.
وحثت الوزيرة شركات الطاقة الأميركية على زيادة المعروض من النفط في وقت تحقق فيه "أرباحاً هائلة" لمساعدة مسعى بايدن لخفض سعر البنزين للأسر الأميركية.

وقالت جرانهولم إن صناعة النفط والغاز استأجرت 23 مليون فدان من الأراضي العامة في البر والبحر وحصلت على آلاف التصاريح التي لا يجرى استخدامها.

المساهمون