لم تسلم أسعار التوابل من الارتفاع في الأشهر الأخيرة في المغرب، حيث تشهد قفزات قوية مع اقتراب عيد الأضحى الذي يزيد فيه الطلب على هذه السلعة التي لا غنى عنها في المطبخ المغربي. يعزى ارتفاع أسعار التوابل المستوردة إلى عدة عوامل، والتي تتمثل أساسا في ارتفاع أسعار النقل، وضعف الإنتاج في البلدان المصدرة وقلة اليد العاملة في تلك البلدان. وطاول الارتفاع جميع أنواع التوابل، بما في ذلك الفلفل الأحمر المنتج محلياً.
وتشير التقديرات إلى أن ما ينفقه المغاربة على التوابل يتجاوز 220 مليون ودولار، حيث يتجلى أن الطلب يرتفع بشكل خاص في رمضان وعيد الأضحى وفي الصيف بمناسبة حفلات الأعراس. ويستهلك المغرب حوالي 35 ألف طن من التوابل في العام، حيث يتعلق ذلك بحوالي ثلاثين صنفا من التوابل، وإن كان الإقبال أكثر على الفلفل الأحمر والفلفل الأسود والزنجبيل.
وفي جولة لـ "العربي الجديد" على التجار تبين أن ارتفاع تكاليف النقل والشحن على الصعيد العالمي، أفضى إلى زيادة أسعار التوابل. وتجلى ذلك على مستوى الفلفل الأسود الذي انتقل من ثلاثة دولارات للكيلوغرام إلى حوالي ثمانية دولارات.
وارتفع سعر الكمون البلدي الذي قفز من 12 دولاراً للكيلوغرام إلى 20 دولاراً، حسب التاجر أيت سعيد، الذي يرد ذلك إلى كون الكمون البلدي المعروف بجودته العالية ينتج بكميات قليلة. وأشار في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن المغرب يستورد كميات كبيرة من الكمون الرومي، الذي ارتفعت أسعاره في الفترة الأخيرة إلى حوالي 7 دولارات، وهو ما يردّ إلى عوامل مرتبطة أساسا بالنقل والشحن.
وبلغ سعر الزعفران حوالي 3.5 دراهم للغرام الواحد، بعدما كان متوسط ذلك السعر في حدود 2.5 دولار للغرام في الفترات العادية، حيث يؤمن المغرب حاجياته عبر الإنتاج المحلي. وواصل سعر الفلفل الأحمر ارتفاعه في الأشهر الأخيرة، في سياق متسم بانخفاض الإنتاج المحلي في العام الماضي، حسب مصطفى غزولي رئيس تعاونية الفلفل الأحمر الفلاحية.
وأشار غزولي في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن كُثراً من المزارعين فضلوا تنويع مزروعاتهم في الموسم الماضي، حيث زرعوا منتجات أخرى غير الفلفل ما أثر على الإنتاج. وقفز سعر الفلفل الأحمر المسحوق إلى مستوى غير مسبوق منذ بداية العام الحالي، حيث انتقل من 3 دولارات إلى أكثر من 6 دولارات للكيلوغرام الواحد علما أن تلك السلعة تمثل حوالي 20 في المائة من مجمل التوابل المستهلكة بالمغرب.