هيمنت قضايا الطاقة وأزمة الغذاء العالمية، والآثار المدمرة للحرب الأوكرانية، وأزمة سلاسل التوريد والبحث عن بدائل للطاقة الأحفورية وما يعرف بالاقتصاد الأخضر، على أعمال النسخة الثانية من منتدى قطر الاقتصادي 2022 الذي أفتتحه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الثلاثاء.
ودعا أمير قطر في كلمته أمام المنتدى إلى انتهاج مقاربة تحقق التوازن الاقتصادي بما يدعم الشعوب الفقيرة، وإلى تعزيز القيم الإنسانية وبناء السلام "لأنّ ذلك هو السبيل لتجاوز الأزمات والتغلب على التحديات".
وقال أمير قطر، في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال النسخة الثانية من منتدى قطر الاقتصادي، بالتعاون مع "بلومبيرغ"، والذي ينعقد تحت شعار: "تحقيق المساواة في التعافي الاقتصادي العالمي"، إن ثمة قضايا لا حل اقتصادياً لها، ومنها الحرب وآثارها المدمرة على أوكرانيا وعلى دول وشعوب كثيرة أخرى والحل في هذه الحالة لا يمكن أن يكون إلا سياسيا، كما لا يجوز ترك أزمة الغذاء في ظروف الحرب لقانون العرض والطلب، ولا يجوز ترك قضية الفقر الشديد للدول الفقيرة كي تواجهها وحدها.
وأضاف "أن نجاحنا في تجاوز هذه التحديات يبقى رهين قدرة دولنا كافة على الالتزام بمجموعة من المبادئ، وأولها تكريس العدل والمساواة والتضامن ورفض ازدواجية المعايير".
ولفت أمير قطر في كلمته الى أن التوقعات بشأن نمو الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر تشير الى ارتفاعه إلى حوالي 4.9 في المائة عام 2022. ويعود ذلك إلى ارتفاع أسعار الطاقة والتأثير الإيجابي للسياسات والإجراءات التي اعتمدتها الدولة بهدف دعم القطاعات الاقتصادية وتعزيز قدرة القطاع الخاص على الإنتاج والتكيف مع المتغيرات الإقليمية والعالمية ونحن ندرك أن ارتفاع أسعار الطاقة لا يدوم ولا يستمر للأبد.
ولفت إلى أنه تم إجراء بعض التعديلات التشريعية لتيسير المعاملات التجارية، وتعزيز المنافسة، وحماية المستهلك، وتشجيع القطاع الصناعي والتكنولوجي، ودعم تنافسية المنتجات الوطنية وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من خلال السماح للمستثمرين الأجانب بتملك 100 في المائة من رأس مال الشركات حيث أفضت هذه الجهود إلى ارتفاع حجم الاستثمار المحلي والأجنبي بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وخاصة في ما يتعلق بالاستثمار الأجنبي المباشر الذي ارتفع خلال العام 2021 بنسبة 27 في المائة مقارنة بالعام 2020.
وقال إن قطر والمنطقة بأكملها مقبلة على حدث تاريخي هام وهو استضافة "بطولة كأس العالم 2022 " لأول مرة في منطقتنا. ونثق في أن المشاركة الواسعة لدول العالم في هذا الحدث ستفسح المجال ليس فقط لتعزيز الشراكات الاقتصادية الدولية وإنما ستشكل أيضاً منطلقاً لتقوية جسور التواصل والحوار بين مختلف الشعوب. وشهد المؤتمر تصريحات ومواقف لافتة على أكثر من صعيد وفي أكثر من ملف.
إذ قال الرئيس التنفيذي لشركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، إيلون ماسك، إن الشركة ستخفض عدد الموظفين بنحو عشرة في المائة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وأضاف ماسك خلال مداخلته في منتدى قطر الاقتصادي أن "إنتاج السيارات الكهربائية في الصين يمثل منافسة جادة لتسلا"، متوقعاً تصدير السيارات الكهربائية الصينية إلى العالم قريباً. وبشأن صفقة الاستحواذ على تويتر، أكد ماسك أنه "ما زالت هناك بعض الأمور التي لم يتم حلها بشأن عرضه للاستحواذ على تويتر، بما في ذلك عدد المستخدمين الزائفين على الموقع وتجميع الجزء المتعلق بأدوات الدين في الصفقة".
وشدد ماسك على أنه "لم يقل قط إنه يجب على الناس الاستثمار في العملات المشفرة"، مشيراً إلى أنه في حالة شركتيه تسلا وسبيس إكس "تم شراء بعض عملات البيتكوين" التي تمثل نسبة صغيرة من إجمالي الأصول النقدية لدى الشركتين. من جهتها، كشفت وزيرة التجارة والصناعة المصرية نيفين جامع عن وجود مشاورات بين بلادها ودولة قطر لزيادة حجم الاستثمارات وتوسيعها في مجالات جديدة وعلى رأسها مجال مشروعات الطاقة.
وقالت الوزيرة التي تشارك في منتدى قطر الاقتصادي في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إنها عرضت على الجانب القطري الفرص الاستثمارية في مجال الصناعات التحويلية والصناعات المتخصصة وصناعة المنسوجات والجلود كنوع من الشراكة بين الجانبين، وإن هناك تواصلا بين الجانبين لتهيئة المناخ لفتح رؤوس أموال شركات مصرية أمام قطاع الأعمال القطري"، وذكرت أن الاستثمارات القطرية الحالية تشمل قطاعات العقارات والفنادق والسياحة.
وأشارت إلى وجود رغبة مشتركة لتعزيز هذه الاستثمارات، لتعكس العلاقات الطيبة بين قطر ومصر، وأن هناك اتفاقا قطريا مصريا على إطلاق مجلس أعمال مشترك بين البلدين، وقالت: "تم التوافق مع الجانب القطري على إعلان مجلس أعمال مصري قطري سيتم إطلاقه من خلال قرار وزاري مشترك".
بدوره، أكد محافظ مصرف قطر المركزي الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني أن المصرف لديه مايكفي من الأدوات لاحتواء التضخم مع الحفاظ على ربط عملته بالدولار، مشيرا إلى قيامه بتنويع محفظته لتشمل أصولاً خارج الولايات المتحدة ولا يزال على ثقة من أن لديه الأدوات للتحكم في التضخم.
كما اعتبر وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة هيئة المناطق الحرة -قطر، أحمد بن محمد السيد، أن أزمة سلاسل الإمداد والتوريد مزيج من بين عدة عناصر، مثل التباطؤ بفعل جائحة كورونا، وتداعيات إغلاق شنغهاي التي تساهم بنسبة 10% من التجارة العالمية، إضافة إلى الأزمة الأوكرانية وتضخم أسعار الغذاء والضغط المفاجئ الذي حصل بعد الجائحة.
الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية، الشيخ نواف سعود الصباح، نوه بمضامين كلمة أمير قطر في الافتتاح، لافتا في تصريح لوكالة "قنا"، إلى أن المحاور التي تطرقت إليها كلمته جاءت في التوقيت المناسب على غرار تلك المتعلقة بالمخاطر التي تواجه التجارة العالمية، والأمن الغذائي، وتضخم الأسعار وما رافق ذلك من قرارات لرفع أسعار الفائدة للحد من تبعات هذا الأمر.
كذلك اعتبر رئيس شركة بوينغ في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، كولغيت غاتا أورا، بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 أحد أبرز الأحداث الرياضية في العام الجاري، معربا عن سعادة الشركة الأميركية بأن يشهد الكثير من عملائها زيادة في عدد الرحلات نحو قطر، وتخطيطهم لتعزيز خدمات النقل الجوي لتلبية الطلب على النقل الموثوق والمريح إلى هذا الحدث المهم.