أزمة الغاز وتحسن الطلب يتجهان بالنفط إلى ذروة 2014

20 أكتوبر 2021
تعافي الاقتصادات يدعم أسعار النفط (Getty)
+ الخط -

تربعت أسعار النفط الخام منذ نهاية الأسبوع الماضي على قمة 7 سنوات، بالتزامن مع تغيرات تشهدها سوق الطاقة العالمية، مرتبطة بشح الغاز وتعافي اقتصادات رئيسة من التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا.

في التعاملات الصباحية، اليوم الأربعاء، بلغ سعر العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم ديسمبر/ كانون الأول 84.6 دولاراً، قرب أعلى مستوى في 7 سنوات.

بينما بلغ سعر الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم ديسمبر المقبل، 82.58 دولاراً للبرميل.

ومنذ مطلع العام الجاري، صعد سعر برميل برنت 61% ارتفاعاً من قرابة 52.5 دولاراً، قابله صعود بنسبة 66.4% للخام الأميركي.

كانت أسعار نفط برنت سجلت 15 دولاراً للبرميل في إبريل/نيسان 2020، فيما بلغت عقود الخام الأميركي (سالب 40 دولاراً)، بالتزامن مع انهيار الطلب على مصادر الطاقة التقليدية، نتيجة تفشي جائحة كورونا.

أعاد ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والمسال بنسبة 600%، خلال أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، على أساس سنوي في دول أوروبا، الزخم إلى النفط ومشتقاته، التي حلت مكان الغاز في توليد الطاقة الكهربائية للمصانع ومنازل القارة العجوز.

ورغم تراجع أسعار الغاز في أوروبا إلى 980 دولاراً لكل ألف متر مكعب خلال التعاملات المبكرة، أمس الثلاثاء، بنزول 10% مقارنة بفتح جلسة تداولات الإثنين، وبنسبة 50% عن أعلى سعر مسجل هذا الشهر البالغ 1960 دولاراً، إلا أنّ الأسعار لا تزال مرتفعة بأكثر من 300%.

ولا يزال النفط ومشتقاته بديلاً مقبولاً لدى دول أوروبا التي عجزت عن توفير حاجتها من الغاز، بينما أغلقت مصانع لارتفاع تكاليف إنتاج الطاقة، وأفلست أخرى، بحسب تقرير أوردته "يورو نيوز"، هذا الشهر.

كذلك، أدى تسارع حملات التطعيم ضد كورونا حول العالم، إلى تعافي الاقتصاد العالمي ولو بشكل متباين، وعودة المصانع لقدرتها الإنتاجية الطبيعية، أمام ارتفاع الطلب العالمي على الاستهلاك.

وارتفع طلب المصانع على الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة، أمام استقرار في الإمدادات، نجمت عنه صدمة في ارتفاع الطلب، ما دفع دولًا مثل أوروبا للسحب من المخزونات، إذ تراجعت لأدنى مستوياتها منذ عقد.

وكان لتحالف "أوبك +" دور رئيس في ارتفاع الطلب على الخام، خصوصاً منذ الربع الثالث من 2021، مع تمسكه بتخفيف قيود خفض الإنتاج بشكل بطيء بمقدار 400 ألف برميل يومياً في كل شهر.

حالياً، يبلغ إجمالي خفض إنتاج النفط من جانب التحالف 4.6 ملايين برميل يومياً، ويطمح للوصول إلى خفض بمقدار صفر برميل بحلول سبتمبر/ أيلول 2022.

وساهمت في تحسن أسعار النفط اتهاماتٌ أوروبية لروسيا بتعليق زيادة إمدادات الغاز الطبيعي للقارة، باعتبارها إحدى أدوات ضغط تقودها موسكو لتشغيل خط الغاز "نورد ستريم 2"، والذي يواجه رفضاً أميركياً.

لكن أسعار النفط الخام بدأت تواجه معضلة التضخم، إذ قد يؤدي إلى إبطاء ارتفاع سعر البرميل صوب 90 دولاراً، وسط توقعات بتراجع الطلب من جانب المصانع.

وتسجل أسعار المستهلك في الولايات المتحدة، 5.4% أعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية، فيما تسجل نسب التضخم في الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو 3.4%، أعلى مستوياتها منذ 8 سنوات.

وتقول الولايات المتحدة إنّ التضخم الحالي عالمياً، سيكون مرحلياً، على أن تعاود الأسعار استقرارها بحلول النصف الأول من 2022. 

(الأناضول)

المساهمون