مع جبال على مد النظر وحياة نباتية وحيوانية فريدة وبحر فيروزي مليء بالدلافين، يبدو أرخبيل سقطرى اليمني جنةً بعيدةً عن كل شيء رغم النزاع الذي تعيشه البلاد منذ ست سنوات.
يقع الأرخبيل في المحيط الهندي على بعد حوالى مئتي كيلومتر من البر الرئيسي اليمني، ويتألف من أربع جزر وجزيرتين صخريتين، مع 50 ألف شخص يقطنون هناك، غالبيتهم من الصيادين.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة "يونسكو"، على موقعها الإلكتروني، إنّ الجزر تبدو "كأنها امتداد للقرن الأفريقي. إنه موقع استثنائي من حيث التنوع الكبير في نباتاته ونسبة الأنواع المستوطنة".
وبقيت سقطرى بمنأى نسبياً عن نيران الحرب التي تضرب اليمن منذ أكثر من ست سنوات.
ويُسجل ازدياد في الإعلانات الترويجية لزيارة الأرخبيل، خصوصاً من الإمارات، الدولة الخليجية الثرية والقريبة من السلطات التي تسيطر على الأرخبيل.
وتقول وكالة "أهلا بكم في سقطرى" المحلية، التي تنظم رحلات إلى هناك، "لحسن الحظ، لم تتأثر سقطرى بديناميات الحرب على البر اليمني".
وبحسب الوكالة، فإنه "لم يتم الإبلاغ عن أي توتر أو معارك، ولهذا لا يوجد أي سبب يدعو لقلق السياح"، مشيرة إلى وجود فنادق صغيرة للترحيب بهم.
ومنذ عودة الرحلات الجوية مع طائرة تابعة لشركة "العربية للطيران"، التي تتخذ مقراً لها في إمارة الشارقة، بوتيرة رحلة واحدة أسبوعياً من العاصمة الإماراتية أبوظبي، تقول الوكالة إنها تلقت "مئات" الطلبات، وكانت الرحلات الجوية قد توقفت فترة طويلة بسبب فيروس كورونا.
ولسنوات سعى اليمن، الذي يعد أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، إلى تطوير الأرخبيل ليصبح مركزاً للسياحة البيئية.
ولكن على الرغم من التأكيدات، شهدت سقطرى في يونيو/ حزيران 2020 بعض التوتر مع سيطرة الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات على الجزيرة من قوات الحكومة المعترف بها دولياً.
وتوصل الطرفان بعد ذلك إلى اتفاق لتقاسم السلطة، ما أدى إلى اخماد التوترات في الجنوب.
وأدرجت منظمة "يونسكو" الأرخبيل على قائمة التراث العالمي في العام 2008.
وتشير "يونسكو" إلى أن "73% من أنواع النباتات (من أصل 825 نوعاً) و90% من أنواع الزواحف و 95% من أنواع الحلزونيات البرية الموجودة فيه غير موجودة في أي مناطق أخرى من العالم".
وتوضح "يونسكو"، على موقعها الإلكتروني، أنّ الأرخبيل أيضاً يعد موطناً لعشرات الأنواع من الطيور وفيه تنوع في الحياة البحرية مع الشعاب المرجانية والأسماك الساحلية.
وبفضل التنوع الحيوي الكبير في سقطرى، تصف المنظمة الأممية هذا الأرخبيل بأنه "غالاباغوس المحيط الهندي"، نسبة إلى الأرخبيل الإكوادوري الشهير عالمياً بغناه الاستثنائي بالتنوع البيولوجي.
وتوجد في سقطرى أيضاً شجرة مميزة تعرف باسم "شجرة دم الأخوين"، وهي ذات تيجان متميزة تشبه المظلة.
(فرانس برس)