استمع إلى الملخص
- يمثل الطرح اختبارًا لجذب المستثمرين الأجانب، رغم التحديات مثل عدم إعادة شراء الأسهم وتداولها بعلاوة كبيرة، لكن يُنظر إليه كفرصة استثمارية مواتية.
- تواجه أرامكو تحديات مثل انخفاض أسعار النفط والحاجة للحفاظ على توزيعات الأرباح، مع الأخذ في الاعتبار سيطرة الحكومة السعودية، لكن الطرح يُعد فرصة لعوائد مالية كبيرة.
من المقرر أن يبدأ، صباح غد الأحد، اكتتاب ستطلقه عملاقة النفط السعودية أرامكو لبيع أسهم تناهز قيمتها 12 مليار دولار، في طرح تناولته خدمة بلومبيرغ إنتليجنس، مشيرة إلى أن أهم ما في الطرح أنه يشكل فرصة لجني واحدة من أكبر أرباح شركات النفط حول العالم، إذ أن المستثمرين المستعدين لتجاوز التقييم المشدد ونقص عمليات إعادة الشراء سيستفيدون بحصة من دفع سنوي قدره 124 مليار دولار، والذي تقدّر بلومبيرغ أنه سيمنح الشركة عائد أرباح نسبته 6.6%، وهي عائدات يذهب معظمها إلى أكبر مساهم في أرامكو، وهو الحكومة السعودية، التي تحتاج إلى الأموال لدفع تكاليف خطة التحول الاقتصادي الضخمة.
وفي نظر خبراء بلومبيرغ، سيكون الطرح، وهو أحد أكبر العروض في العالم في السنوات الأخيرة، بمثابة اختبار لاهتمام المستثمرين الأجانب بعد أن ابتعدوا إلى حد كبير عن الطرح العام الأولي الضخم الذي تم في عام 2019. وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لشركة "نيوفيجن ويلث مانجمنت" (Neovision Wealth Management) ريان ليماند: "لم يكن أداء السهم جيداً في الآونة الأخيرة، لكنه موقع رائع للشراء والاحتفاظ. إنها لعبة توزيع الأرباح للمستثمرين من المؤسسات".
ومع ذلك، فإن بعض العيوب قد تنفّر المستثمرين، بحسب تقرير أوردته بلومبيرغ يوم الخميس. فالشركة لا تقوم بإعادة شراء أسهمها الخاصة، في حين أن العديد من نظيراتها العالمية تفعل ذلك. ويتم تداول سهمها أيضاً بعلاوة تزيد عن 75% مقارنة بالمعيار الأوروبي لشركات النفط والغاز، والذي يشمل "شل" (Shell Plc) و"بريتش بتروليوم" (BP Plc). ويأتي هذا حتى بعد انخفاض سهمها 17% تقريباً منذ أن سجل أعلى مستوى سنوي له في أغسطس/آب 2023.
وتراجع سهم أرامكو مع انتظار المستثمرين الوضوح بشأن الطرح الثانوي وتقييمهم لاحتمالات استمرار تحالف أوبك+ في تخفيضات الإنتاج. فإذا كان سعر السهم عند الحد الأدنى من النطاق، فإنه سيمنح المستثمرين المحتملين حسماً إضافياً يصل إلى 7.9% حتى إغلاق الخميس الفائت. وفي هذا الجانب، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أوراكل للاستشارات المالية والاستثمارات، محمد علي ياسين، إن "نقطة دخول سعر السهم الآن أصبحت أكثر ملاءمة للمستثمرين المشاركين الجدد، مع تقييم أفضل بنسبة السعر إلى الأرباح تناهز 16 مرة"، مرجحاً أن تستهدف أرامكو المشترين الأجانب والمؤسسات من "الذين يؤمنون بارتفاع أسعار الطاقة على مدى العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة".
ومن المتوقع أن تنخفض أسعار النفط العام المقبل، وفقاً لتوقعات محللين جمعتها بلومبيرغ، بما يثير ذلك تساؤلات حول كيفية احتفاظ أرامكو بتوزيعات أرباح خاصة، والتي تشكل نحو ثلث إجمالي مدفوعاتها. ويتوقع محللون، بمن فيهم خبراء أتش إس بي سي (HSBC Holdings Plc)، أن ينخفض هذا الجزء من التوزيع، لكنهم مع ذلك يعتبرون أنه يمكن للشركة الاعتماد على كمية النقد لديها أو أسواق الديون لدعم توزيعات الأرباح.
كما يجب على المستثمرين في أرامكو، بحسب بلومبيرغ، أن يضعوا في اعتبارهم سيطرة الحكومة الكاملة على الشركة. إذ يمكن للحكومة السعودية أن توجّه الشركة بخفض الإنتاج أو تعزيزه، حيث تتطلع المملكة إلى إدارة سوق النفط العالمية، باعتبارها الزعيم الفعلي لتحالف أوبك+. وبالنسبة للراغبين في الشراء، قد تكون هذه فرصة لجني عوائد كبيرة، لأن الحكومة السعودية تعتمد بشكل كبير على التوزيع النقدي لدفع تكاليف خطة التحول الاقتصادي 2030.
وحتى الآن، يمتلك الأجانب 0.4% فقط من أسهم الشركة المقدرة قيمتها بنحو 1.9 تريليون دولار مع نسبة تداول حُر محددة بنسبة 1.8%. وبرأي ريان ليماند، من شأن عملية البيع المرتقبة اعتباراً من صباح غد الأحد، أن تحسّن سيولة السهم وحجم التداول، وهو أمر إيجابي للبورصة السعودية، حسبما قال لبلومبيرغ، مشيراً إلى أن "المخاطر ترتبط أساساً بالتقييمات، لأن الشركة تتداول بمضاعفات أعلى من نظيراتها، فضلاً عن أن حظر عمليات إعادة الشراء يجعلها في وضع غير مواتٍ إلى حد ما".
(بلومبيرغ، العربي الجديد)