أجنحة "بوينغ ماكس 737" تخفق مجدداً بعد حظرها 22 شهراً... والشركة خسرت 11.9 مليار دولار عام 2020

27 يناير 2021
خسرت "بوينغ" 8.4 مليارات دولار في الربع الرابع من العام 2020 (فرانس برس)
+ الخط -

بعد حظر دام 22 شهراً إثر كارثتين، أعطت "وكالة سلامة الطيران الأوروبية" اليوم الأربعاء، الضوء الأخضر رسمياً لعودة طائرات "بوينغ 737 ماكس" إلى التحليق في الأجواء الأوروبية، فيما كشفت الشركة الأميركية العملاقة أن خسائرها الإجمالية بلغت 11.9 مليار دولار.

وقد اختتمت "بوينغ" عام 2020 المليء بالضربات، لتعلن اليوم الأربعاء، عن مفاجأة أُخرى غير سارة، حيث كشفت أنها خسرت 6.5 مليارات دولار من التأخير في طائرتها الجديدة "777 إكس" التي فاقمت خسارتها السنوية.

وباحتساب إطالة تحليق الطراز المذكور، خسرت "بوينغ" في الربع الرابع 8.4 مليارات دولار، الأمر الذي أدى إلى خسارتها في العام 2020 بالكامل 11.9 مليار دولار.

وقال الرئيس التنفيذي، ديف كالهون، إن العام الماضي "كان عاماً من الاضطراب المجتمعي والعالمي العميق الذي أعاق صناعتنا بشكل كبير"، مضيفاً أن "التأثير العميق للوباء على السفر الجوي التجاري، إلى جانب تأريض طائرات 737 ماكس، أثر كثيراً على نتائجنا".

المدير التنفيذي لوكالة سلامة الطيران الأوروبية، باتريك كاي، قال في بيان: "بعد تحليل معمق من وكالة سلامة الطيران الأوروبية، توصلنا إلى أنه يمكن أن تعود 737 ماكس إلى الخدمة بأمان. وأجري هذا التقييم باستقلالية تامة عن بوينغ أو إدارة الطيران الفدرالية (الأميركية) ودون تأثير أي ضغط اقتصادي أو سياسي".

ومُنعت الطائرة من التحليق في مارس/ آذار 2019 إثر حادثتين أسفرتا عن وفاة 346 شخصاً، أولاهما رحلة لايون إير في إندونيسيا في أكتوبر/ تشرين الأول 2018 وقتل فيها 189 شخصاً، ورحلة الخطوط الإثيوبية في مارس/ آذار 2019 وقضى فيها 157 شخصاً. وفي الحادثتين، تلقى نظام التحكم بالطائرة إشارات خاطئة من واحدة من مجسّتي زاويتي المواجهة في الطائرة تبيّن أنها بحالة سقوط، ما دفع النظام آلياً إلى وضع الطائرة بحالة هبوط رغم محاولة الطيارين تعطيله.

ويفترض أن يخضع نظام التحكم في الطائرات لتعديلات. كما يفترض إجراء تغييرات في برمجيات أخرى بها وتعديلات تقنية فضلاً عن تدريب الطيارين من جديد على قيادتها، وفق الوكالة.

وأوضح كاي: "نحن على قناعة بأن الطائرة آمنة، وهو الشرط المسبق لمنح موافقتنا. لكننا سنواصل مراقبة عمليات 737 ماكس عن كثب حينما تدخل الطائرة في الخدمة"، مضيفاً أنه "وبعد إصرارنا، تعهدت بوينغ أيضاً بالعمل على تحسين الطائرة على المدى المتوسط بهدف الوصول إلى مستوى سلامة أقوى".

كما أعطت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية بدورها الضوء الأخضر لإعادة تشغيل 737 ماكس في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني، ثم حذت البرازيل حذوها. وأعطت كندا أيضاً موافقتها الأسبوع الماضي، في حين لم تتخذ قراراً بهذا الشأن الصين التي ابتاعت عدداً كبيراً من هذه الطائرات.

ويسمح القرار الأوروبي باستئناف الشركة تسليم طائرات جديدة إلى القارة الأوروبية. ومنذ دخولها في الخدمة، سلمت 67 طائرة 737 ماكس إلى الزبائن الأوروبيين بينها 19 إلى الخطوط النرويجية و12 إلى الخطوط التركية.

وطلب ما مجمله 723 طائرةً من 14 زبوناً، ولا يزال يتعين تسليم 210 طائرات إلى شركة "راين إير" و92 للخطوط النرويجية و63 للتركية. واعترفت بوينغ التي اتهمت رسمياً مطلع يناير/ كانون الثاني بتضليل السلطات الأميركية خلال عملية منح الموافقة على طائراتها، بالخطأ وقبلت دفع 2.5 مليار دولار لتسوية بعض الدعاوى القضائية.

وفي 14 يناير/ كانون الثاني الجاري، قال تيم كلارك، رئيس شركة طيران الإمارات في دبي، أحد أكبر زبائن شركة "بوينغ"، إنه يريد أن تبرهن الشركة المصنّعة للطائرات على حدوث تغييرات جوهرية بعد أن أنتجت طائرة معيبة هي الطائرة 737 ماكس وحثها على الاعتراف "بالمسؤولية والمساءلة" على أعلى المستويات.

وفي 12 الجاري، أظهرت بيانات بوينغ أن تسليمات الطائرات إلى الزبائن انخفضت حوالي 60% في 2020، وهو أكبر هبوط في 43 عاماً. وأظهرت البيانات أن الشركة لم تسلم العام الماضي أي طائرات من طراز 787 دريملاينر. وسلمت الشركة 157 طائرة في 2020، من بينها 39 طائرة في ديسمبر /كانون الأول شملت 27 طائرة 737 ماكس.

 

المساهمون