منذ توقيع اتفاقية تصدير الحبوب بين روسيا وأوكرانيا برعاية أممية وتركية في إسطنبول أمس الجمعة، لا تزال المواقف تتوالى من المنظمات والدول مؤكدة أهمية هذا الاتفاق للأمن الغذائي العالمي، داعية إلى حُسن تطبيقه وسرعة التنفيذ، فيما برزت من أرض المعارك إشارة سلبية عكّرت المُناخ العام اليوم السبت، بالإعلان عن ضرب صواريخ روسية ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود بعد ساعات من توقيع الاتفاق.
فما الجديد على صعيد هذه المواقف؟
الجامعة العربية
رحبت جامعة الدول العربية باتفاق تسهيل عمليات تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود، وذلك في تغريدة نشرتها الجامعة، مساء الجمعة، على حسابها عبر "تويتر".
وشدد المتحدث باسم الأمين العام للجامعة، جمال رشدي، بأن "المهم الآن هو تنفيذ الاتفاق بحسن نية بهدف تجنيب الكثير من الدول المضار - ومن بينها دول عربية - والتبعات الخطيرة لأزمة الغذاء الناجمة عن الحرب"، متمنيا "أن يمهد الاتفاق الطريق للمزيد من الجهود الدبلوماسية الرامية لإيقاف الحرب والتسوية السلمية للأزمة".
#الجامعة_العربية ترحب ب #اتفاق_إسطنبول لتسهيل تصدير الحبوب الأوكرانيةhttps://t.co/BlgKmnVh6r pic.twitter.com/aptQm63Mam
— جامعة الدول العربية (@arableague_gs) July 23, 2022
أوكرانيا
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في خطاب ليلي عبر تقنية الفيديو إن الاتفاقيات توفر "فرصة لمنع كارثة عالمية - مجاعة يمكن أن تؤدي إلى فوضى سياسية في العديد من بلدان العالم، ولا سيما في البلدان التي تساعدنا".
الأمم المتحدة
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قال إن الاتفاق "يفتح طريقا للصادرات الغذائية التجارية من أوكرانيا عبر البحر الأسود"، وكتب في سلسلة تغريدات على "تويتر" أن هذا الاتفاق "سيساعد على تجنب كارثة نقص الغذاء للملايين في جميع أنحاء العالم"، مضيفا أنه "منارة للأمل والفرص والإغاثة".
وأشار إلى أن الاتفاق الموقع في إسطنبول "استغرق جهدا كبيرا والتزاما من جميع الأطراف"، مؤكدا في الوقت نفسه أنه "يجب أن يتم تنفيذه بالكامل، لأن العالم في أمس الحاجة إليه لمواجهة أزمة الغذاء العالمية".
The agreement signed today by Ukraine, the Russian Federation & Türkiye under UN auspices opens a path for commercial food exports from Ukraine in the Black Sea.
— António Guterres (@antonioguterres) July 22, 2022
It will help avoid a food shortage catastrophe for millions worldwide.
It is a beacon of hope, possibility & relief.
وفيما يتعلق بالاتفاق المنفصل الذي وقعته الأمم المتحدة وروسيا بشأن الغذاء والأسمدة، قال الأمين العام إن "الاتفاق على تسهيل الوصول العالمي دون عوائق إلى الأغذية والأسمدة الروسية هو خطوة إلى الأمام في معالجة أزمة الغذاء التي تجتاح العالم".
أما اليوم السبت، فقد أدان غوتيريس الضربات التي استهدفت ميناء أوديسا الأوكراني. وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، إن غوتيريس "يدين بشكل قاطع الضربات المبلغ عنها اليوم في ميناء أوديسا الأوكراني"، مضيفا: "أمس، تعهدت جميع الأطراف بالتزامات واضحة على المسرح العالمي لضمان النقل الآمن للحبوب الأوكرانية والمنتجات ذات الصلة إلى الأسواق العالمية".
وتابع أن "هناك حاجة ماسة إلى هذه المنتجات لمعالجة أزمة الغذاء العالمية وتخفيف معاناة ملايين الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء العالم"، معتبرا أن "التنفيذ الكامل من قبل الاتحاد الروسي وأوكرانيا وتركيا أمر حتمي".
الاتحاد الأفريقي
وأشاد الاتحاد الإفريقي السبت، بالاتفاق باعتباره "تطوّرا مرحّبا به" بالنسبة للقارة التي تواجه خطر المجاعة المتزايد، مشيرا في بيان، إلى أن هذا الاتفاق جاء "رداً" على الزيارة التي قام بها رئيس الاتحاد الرئيس السنغالي ماكي سال ورئيس مفوضية الاتحاد موسى فقي في يونيو/ حزيران إلى موسكو، حيث شدّدا خلال لقائهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على "ضرورة عودة تصدير الحبوب من أوكرانيا وروسيا إلى الأسواق العالمية".
لجنة الإنقاذ الدولية
ورحبت اللجنة (إنترناشونال ريسكيو كوميتي) الجمعة، بـ"مرحلة أولى نحو التخفيف من حدة الأزمة الغذائية العالمية". وشدد مدير الطوارئ في هذه المنظمة غير الحكومية لشرق إفريقيا شاشوات ساراف في بيان على أن "رفع الحصار سيساهم في التخفيف إلى حد ما من الجوع الأقصى الذي يواجهه أكثر من 18 مليون شخص في شرق أفريقيا، بينهم ثلاثة ملايين باتوا يعانون من ظروف جوع كارثية".
وتابع أن "المرحلة المهمة المقبلة يفترض أن تقضي بتمويل الاستجابة الانسانية بالكامل في المنطقة لتفادي أسوأ تبعات الجفاف ومنع مجاعة كارثية غير مسبوقة من أن تجتاح المنطقة بالكامل بحلول نهاية الصيف".
الولايات المتحدة
وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، عن تقديره لجهود تركيا والأمم المتحدة في توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية"، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا وروسيا تعهدت بالالتزام بخطة مواصلة صادرات أوكرانيا عبر البحر الأسود وإيصال ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية إلى جميع أنحاء العالم.
وقال بلينكن إن "الولايات المتحدة ترحب بهذا الاتفاق وتثني على الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو) غوتيريس والرئيس التركي (رجب طيب) أردوغان لجهودهما الدبلوماسية الحازمة للتوسط في هذه المفاوضات". ودعا المجتمع الدولي إلى تحميل روسيا مسؤولية تنفيذ الاتفاقية وإنهاء حصارها لموانئ أوكرانيا.
ويأتي بيان بلينكن بالتزامن مع تصريح مشابه لمتحدث الأمن القومي جون كيربي، شكر خلالها الرئيس أردوغان، والأمين العام للأمم المتحدة على "جهودهما الدبلوماسية المستمرة للتوصل إلى هذا الاتفاق".
توقع انخفاض أسعار القمح عالمياً بعد اتفاق "تصدير الحبوب"
وقد أعربت رئيسة "جمعية موردي الحبوب" في تركيا، غولفم أران، عن اعتقادها بمواصلة انخفاض أسعار القمح عالميا بعد توقيع اتفاقية شحن الحبوب الأوكرانية في إسطنبول الجمعة.
وفي تصريح لوكالة الأناضول، قالت أران: "نعتقد أن أسعار القمح العالمية الماضية فعليا في اتجاه الهبوط، قد تنخفض بعض الشيء أيضا عند تصدير الحبوب (عبر البحر الأسود) بأمان"، مشيرة إلى أن التوقعات تشير إلى ارتفاع محصول القمح الروسي من 76 مليون طن في 2021 إلى 88 مليون طن في 2022.
وأضافت أنه بفعل الحرب في أوكرانيا، فإنه من المتوقع أن ينخفض محصول القمح في هذا البلد من 32 مليون طن في 2021 إلى 20 مليون طن في 2022. وأوضحت أران أن أوكرانيا لا تستطيع تصدير حبوبها بالقدر المطلوب بحريا نتيجة المعوقات اللوجستية الناجمة عن الحرب، الأمر الذي وضع البلدان المستوردة للحبوب الأوكرانية في إفريقيا والشرق الأوسط بوضع صعب، وأدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب عالميا. وأكدت أنه مع توقيع اتفاقية شحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود في إسطنبول الجمعة، يتوقع انخفاض أسعار القمح.