نقلت وكالة "رويترز" عن 3 مصادر اليوم الأربعاء، أن شركة "تسلا" Tesla الأميركية تخضع لتحقيق جنائي في الولايات المتحدة بشأن مزاعم بأن السيارات الكهربائية التي تنتجها الشركة يمكنها قيادة نفسها بنفسها.
وأطلقت وزارة العدل الأميركية التحقيق الذي لم يكشف عنه من قبل العام الماضي بعد أكثر من 10 حوادث، بعضها قاتل، بما في ذلك "نظام مساعدة السائق" أو "السائق الآلي"، الذي فُعِّل في أثناء الحوادث.
وفي وقت مبكر من عام 2016، روجت "تسلا" لقدرات السائق الآلي، وفي مؤتمر عبر الهاتف في ذلك العام، وصف إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "سيليكون فالي للسيارات"، السيارة بأنها "ربما كانت أفضل" من السائق البشري.
والأسبوع الماضي، قال ماسك في مكالمة أخرى إن "تسلا" ستطلق قريباً نسخة مطورة من برنامج "القيادة الذاتية الكاملة" الذي يسمح للعملاء بالسفر "إلى العمل، ومنزل الصديق، ومتجر البقالة من دون أن تلمس المقود".
وثمة مقطع فيديو موجود حالياً على موقع الشركة على الويب، يقول إن "الشخص الذي يشغل مقعد القيادة موجود هناك لأسباب قانونية فقط. إنه لا يفعل أي شيء. السيارة تقود نفسها".
ومع ذلك، فقد حذرت الشركة أيضاً السائقين صراحة من أنه يجب عليهم إبقاء أيديهم على عجلة القيادة والحفاظ على السيطرة على سياراتهم في أثناء استخدام السائق الآلي.
وصُممت تقنية "تسلا" للمساعدة في التوجيه والفرملة وتغيير السرعة والمسار، لكن ميزاتها "لا تجعل السيارة مستقلة،" كما تقول الشركة على موقعها على الإنترنت.
وقالت المصادر إن مثل هذه التحذيرات قد تعقد أي قضية قد ترغب وزارة العدل في رفعها، فيما لم تردّ "تسلا"، التي حلّت قسم العلاقات الإعلامية لديها في 2020، على أسئلة مكتوبة من رويترز يوم الأربعاء. كذلك لم يردّ ماسك على أسئلة مكتوبة للحصول على تعليق. ورفض متحدث باسم وزارة العدل التعليق.
لكن ماسك سبق أن قال في مقابلة مع مجلة "أوتوموتيف نيوز" Automotive News عام 2020، إن مشاكل السائق الآلي تنبع من استخدام العملاء النظام بطرق تتعارض مع تعليمات "تسلا".
ويدقق منظمو السلامة الفيدرالية وكاليفورنيا عملياً في ما إذا كانت الادعاءات المتعلقة بقدرات السائق الآلي وتصميم النظام تضفي على العملاء إحساساً زائفاً بالأمان، ما يدفعهم إلى التعامل مع سيارات "تسلا" على أنها سيارات من دون سائق حقاً، ويصبحون راضين خلف المقود مع عواقب مميتة محتملة.
وقالت المصادر المطلعة إن تحقيق وزارة العدل من المحتمل أن يمثل مستوى أكثر خطورة من التدقيق بسبب احتمال توجيه اتهامات جنائية ضد الشركة أو المديرين التنفيذيين الأفراد.
وكجزء من التحقيق الأخير، يفحص المدعون العامون بوزارة العدل في واشنطن وسان فرانسيسكو ما إذا كانت "تسلا" قد ضللت المستهلكين والمستثمرين والمنظمين من خلال تقديم ادعاءات غير مدعومة حول قدرات تكنولوجيا مساعدة السائق، حسبما ذكرت المصادر.
والمصادر عينها قالت إن المسؤولين الذين يجرون تحقيقهم قد يرفعون في نهاية المطاف تهماً جنائية أو يسعون لعقوبات مدنية أو يغلقون التحقيق من دون اتخاذ أي إجراء.
أحدها أوضح أن التحقيق المرتبط بالسائق الآلي في وزارة العدل بعيد كل البعد عن التوصية بأي إجراء، لأنه يتنافس مع تحقيقين آخرين لوزارة العدل بشأن "تسلا". وقال هذا المصدر إن المحققين ما زال أمامهم الكثير من العمل ولا يوجد قرار وشيك بشأن الاتهامات.
كذلك قد تواجه وزارة العدل أيضاً تحديات في بناء قضيتها، بسبب تحذيرات "تسلا" بشأن الاعتماد المفرط على السائق الآلي.
فمثلاً، بعد إخبار اتصال المستثمر الأسبوع الماضي بأن سيارات "تسلا" ستسافر قريباً من دون أن يلمس العملاء عناصر التحكم، أضاف ماسك أن المركبات لا تزال بحاجة إلى شخص ما في مقعد السائق.
ويحذر موقع "تسلا" الإلكتروني من أنه قبل تمكين السائق الآلي، يحتاج السائق أولاً إلى الموافقة على "إبقاء يديه على عجلة القيادة في جميع الأوقات" وعلى "الحفاظ دائماً على التحكم والمسؤولية عن سيارته".
وذكرت باربرا ماكويد، المحامية الأميركية السابقة في ديترويت، التي حاكمت شركات السيارات والموظفين في قضايا الاحتيال ولم تشارك في التحقيق الحالي، أن المحققين سيحتاجون على الأرجح إلى الكشف عن أدلة مثل رسائل البريد الإلكتروني أو الاتصالات الداخلية الأخرى التي تظهر أن "تسلا" وماسك أدليا عن قصد ببيانات مضللة عن قدرات السائق الآلي.
عدة تحقيقات بحق شركة "تسلا"
هذا ويضيف تحقيق السائق الآلي الجنائي إلى التحقيقات والمسائل القانونية الأخرى المتعلقة بماسك الذي انخرط في معركة قضائية في وقت سابق من هذا العام بعد التخلي عن صفقة استحواذ بقيمة 44 مليار دولار على عملاق وسائل التواصل الاجتماعي "تويتر"، فقط لعكس المسار وإعلان الإثارة لعملية الاستحواذ التي تلوح في الأفق.
وفي أغسطس/آب 2021، فتحت الإدارة الوطنية الأميركية للسلامة المرورية على الطرق السريعة تحقيقاً في سلسلة من الحوادث، أحدها قاتلة، حيث اصطدمت تسلا المجهزة بسائق آلي بمركبات الطوارئ المتوقفة.
وكثّف المسؤولون في يونيو/حزيران تحقيقاتهم التي تغطي 830 ألف سيارة "تسلا" مع السائق الآلي، وحددوا 16 حادثاً تتعلق بالسيارات الكهربائية للشركة ومركبات المستجيب الأول الثابتة ومركبات صيانة الطرق.
وفي يوليو/تموز من هذا العام، اتهمت إدارة السيارات في كاليفورنيا شركة "تسلا" بالإعلان الكاذب عن قدرتها على تسيير السائق الآلي والقيادة الذاتية الكاملة على أنها توفر تحكماً ذاتياً في السيارة.
وقدمت "تسلا" أوراقاً للوكالة للحصول على جلسة استماع بشأن الادعاءات، وأشارت إلى أنها تنوي الدفاع ضدها.
(رويترز، العربي الجديد)