"سيمفونية الألب" لشتراوس.. تسلّق الجبال بالموسيقى

02 يناير 2020
(جوزيبي سينوبولي في إحدى الحفلات)
+ الخط -

حين بدأ المؤلف الموسيقي الألماني ريتشارد شتراوس (1846 - 1949) كتابة "سيمفونية جبال الألب" عام 1900، كان قد وضع عنواناً لها هو "مأساة فنان"، في إشارة إلى انتحار صديقه الرسام السويسري كارل ستوفر-بيرن.

لكن شتراوس انصرف عن تأليفها لعشر سنوات، قبل أن يعود إليها عام 1911، بعد ثلاثة أعمال مختلفة قدمها وهي "سالومي" و"إلكترا"، ثم "روزنكافاليير المليئة بالفالس"، وكان الدافع الفوري لعودته إلى سمفونية "جبال الألب" هو الموت المبكر لصديقه، المؤلف الموسيقي النمساوي غوستاف موهلر.

تمثل "جبال الألب" نهاية حقبة، سواء بالنسبة إلى شتراوس نفسه أو بالنسبة إلى الموسيقى السمفونية الألمانية بشكل عام، لأنه بعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت الأعمال الرومانسية الكبيرة مثل هذه قديمة للغاية.

ورغم أن شتراوس أكمل السميفونية عام 1915، بينما هيمنت أهوال الحرب على الأخبار، إلا أنها لا توحي بأي وعي بالشرط السياسي السياسي أو التاريخي الأكبر الذي أُلّفت فيه. بدلاً من ذلك، ظلت سمفونية تركّز على تمثيل المناظر الطبيعية من خلال الموسيقى.

تعود "مكتبة قطر الوطنية" إلى هذه السيمفونية في أمسية تُقام عند الرابعة من مساء الثلاثاء، السابع من الشهر الجاري، تحت عنوان "الضوء في الموسيقى الكلاسيكية: سيمفونية جبال الألب" للموسيقار ريتشارد شتراوس".

وبحسب بيان الأمسية - التي يُعرض خلالها فيلم وثائقي عن ظروف تأليفها ويحلل المقطوعة نفسها - فقد اهتم العديد من المؤلّفين الموسيقيّين بعمل مقطوعات تتمحور حول موضوع "الضوء" في أعمالهم، ولكن القليل منهم قاموا بتجسيده بنفس شعور شتراوس في هذه السمفونية.

تأتي السيمفونية التي ألفها شتراوس عقب رحلة تسلق جبل من جبال الألب من الفجر حتى حلول الظلام، في مقاطع تجسد هذه الرحلة منذ الضوء الأول للرحلة وحتى سقوط الظلام الدامس.

تحمل أجزاء السيمفونية عناوين "الشروق"، و"دخول الغابة"، و"تجوال"، و"مراعي الألب"، و"في القمة"، و"جبل الجيد"، و"الليل"، وغيرها من مراحل التسلق.

تتضمّن الأمسية سماعاً للسيمفونية بعزف أوركسترا ولاية ساكسونيا بقيادة المايسترو الإيطالي الراحل جوزيبي سينوبولي (1946 - 2001)، الذي قدم هذه السيمفونية بالذات مع عدد كبير من فرق الأوكسترا الفلهارمونية حول العالم، ويُعد أحد أبرز قادة الفرق الموسيقية في القرن العشرين.

المساهمون