"شعار الجمقدار".. التراتبية العسكرية زمن المماليك

27 سبتمبر 2019
(أحد الرنوك المملوكية)
+ الخط -

عرفت الجيوش الإسلامية منذ العهد الأيوبي الشارات التي توضع للدلالة على المراتب العسكرية، وكذلك كرمز للتمييز بين فرقة وأخرى، كما نقشها السلاطين والأمراء على عمائرهم وأدواتهم في إشارة إلى ملكيتهم لها، وحملت اسم "الرنك" وهي مفردة فارسية قُلبت الجيم فيها كافاً.

تنوّعت الرسوم والكتابات على هذه الرنوك، حيث نُقشت أشكال عديدة مثل الدواة والقلم، والكأس، والقوس، وعصا البولو والكرة، والطبلة وزوج من العصي، والعلمين، وقد وصلت منها قرابة خمسين رسماً في مصر ثُبّت كلّ واحد منها في أمكنة متعدّدة.

"أضواء جدیدة على رنك الدبوس: شعار الجمقدار" عنوان المحاضرة التي يلقيها أستاذ الآثار المصري أحمد عبد الرازق أحمد عند الخامسة من مساء غدٍ السبت في "المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية" في القاهرة، للإضاءة على بحث أعدّه المحاضّر يحمل العنوان ذاته.

يضيء الباحث على الشعار الذي اكتشفه عالم الآثار الإسلامیة الأوكراني ل. أ. مایر عام 1937، وقدّمه في دراسة تاریخیة وأثریة للدبوس كأحد الأسلحة الفردیة وإحدى آلات الرمي بالنیران أو النفط أو البارود أثناء الاحتفالات المختلفة إبان العصر المملوكي.

ويعدّ هذا الوسم، بحسب عبد الرازق، أحد الرنوك الوظیفیة التي تمثّلها مجموعة من الدبابیس القتالیة التي وصلت إلینا، وكذا الرسوم والأشكال المختلفة الخاصة بها، والتي أشارت إليها المخطوطات وكتب الفروسیة والفنون الحربیة التي وُضعت في زمن سلاطین الممالیك.

ويوضح المحاضر أن الجُمَقْدار" الذي يشير إلى صاحب إحدى الرتب العسكرية، كان يقف في الاحتفالات قريباً من السلطان إلى يمينه، رافعاً يده وهو يحمل سلاحاً يشبه الدبوس رأسه ضخم مذهّب، وكان يحدق في عين السلطان، ولم يكن يلتفت عنها إلى شيء آخر، ويظل كذلك حتى ينصرف السلطان من الحفل.

وعبر استعراض تحف جدیدة من الفخار المطلي والزجاج المموه بالمینا زینت بالدبوس شعار الجمقدار، يصل عبد الرازق إلى أنه غاب عن مایر ومن جاء بعده، التعرف علیها والوصول إلیها عند اكتشاف هذا الرنك، حيث اعتبرها خطأً شكلاً من أشكال رنك البوق.

ويبيّن أن التشابه الشدید بین أشكال بعض الدبابیس المملوكیة ذات الرؤوس الناقوسیة أو المثلثة الشكل التي تشبه زهرة اللوتس، وشكل البوق، أوقع علماء الآثار في التباس لمعرفة ماهية هذا الرنك، علماً بأن هذه الشارت ساهمت في الإضاءة أكثر على طبيعة النظام السياسي والهرمية العسكرية والإدارة في تلك الحقبة.

المساهمون