موسيقيون سوريون في برلين

31 اغسطس 2019
(فرقة "زرياب")
+ الخط -

من بين قرابة 500 ألف طلب لجوء قدمت في ألمانيا عام 2015، وفقاً لإحصائيات موقع المكتب الفدرالي للهجرة واللجوء، قرابة مائتي طلب منها تعود إلى لاجئين سوريين، ورغم عدم وجود إحصائيات واضحة حول الفنّانين والموسيقيّين والكتّاب والصحافيّين من هذه النسبة، إلا أن حضور الفنان السوري أصبح واضحاً في المدينة التي تحولت إلى مدينة كوزموبوليتانية الثقافة بحق.

ثمة حالة مشرقية واضحة في برلين؛ بفنانيها وموسيقاها وشعرائها ومقاهيها وحتى مطبخها؛ ومن أبرز سمات هذه الحالة الموسيقى التي تنتجها فرق شابة بعضها هاجر إلى ألمانيا قبل "الربيع العربي"، ولكن حضوره انتعش على وقع الاهتمام بالثقافة العربية الذي عرفته مختلف البلدان الأوروبية، وبشكل خاص ألمانيا وفرنسا.

واليوم نجد عدّة فرق سورية موسيقية ومغنّين وعازفين منفردين على مسارح برلين، يقدّمون الموسيقى المستمدّة من التراث الغنائي الشامي، وبعضهم يمزجها بالنغمات الغربية أو يتلاعب على الفلكلور والجاز الشرقي، ولا شك أن هناك فنانين صنعوا موسيقاهم الخاصة.

عند التاسعة من مساء بعد غدٍ الإثنين المقبل، تقيم "فرقة مهند ناصر" حفلاً في "بي-فلات برلين"، حيث تقدم موسيقى الجاز الحديثة ومقطوعات من موسيقى العالم، يقودها عازف العود والمؤلف الموسيقي السوري مهند ناصر، بمشاركة رولف زيلك، وراينر ونش، وستيفان براون، وماثيو بوكيرت.

درس ناصر في "المعهد العالي للموسيقى" في دمشق، ثم التحق بجامعة بيركلي، حيث قدّم مشروعاً بعنوان "تراث اليوم، معاصر الغد"، ونال عنه درجة الماجستير، وتستند رؤيته الفنية على الموسيقى العربية بشكل خاص، وتتجذر في تراث المشرق الموسيقي عامةً.

أطلق ألبومه الأول عام 2017، بعنوان "رقص الخيال"، وبدأ مشروعه للعزف المنفرد تحت عنوان "همسات صاخبة"، الذي يحاول فيه توسيع آفاق آلة العود وتطويعها في أنواع مختلفة من الموسيقى، كالجاز والموسيقى البرازيلية والفلامينكو.

أمّا الفنان وكاتب الأغاني السوري غيث منصور، فيقدم حفلين في "ورشة برلين الثقافية" عند العاشرة من مساء يومي الثالث والرابع من أيلول/ سبتمبر المقبل، يرافقه عازف العود السوري وسيم مقداد، حيث تقيم الورشة سلسلة عروض موسيقية بعنوان "جام: أصوات من المشرق والمغرب".

درس غيث الغناء الشرقي في المعهد الموسيقي بدمشق، ويتابع حالياً دراساته في أكاديمية البوب ​​في مانهايم (ألمانيا)، وإلى جانب تجذر ذائقته في الموسيقى الكلاسيكية العربية، تأثر بالجاز والفلامنكو.

منذ وصوله إلى ألمانيا، يتنقل غيث بموسيقاه بين أماكن مختلفه، ويصب اهتمامه في مشاريعه على ربط الموسيقيين من خلفيات موسيقية شرقية وغربية.

أما فرقة "زرياب"، فتقف عند الثامنة من مساء الأحد المقبل، الثامن من أيلول/ سبتمبر على مسرح "كليرشنز بالهاوز"، وتقدم حفلاين آخرين يومي 13 و22 من الشهر المقبل.

تأسست الفرقة عام 2009 على يد عازف القانون إبراهيم باجو، وكانت في الأصل أوركسترا سورية شرقية، تضم أربعين عازفاً، لكنهم تفرقوا مع الحرب، ووجد أربعة منهم أنفسهم يعيشون في ألمانيا فاجتمعوا مرة أخرى وانضم إليهم عازفون جدد، ليقدموا الموسيقى الكلاسيكية العربية بروح معاصرة في مدن أوروبية مختلفة.

دلالات
المساهمون