"الوطني لفن الملحون": نظرة إلى المستقبل

21 يوليو 2019
("جوق مجموعة أشياخ الملحون" في حفل سابق)
+ الخط -
مع وجود عشرات التظاهرات التي تتخصّص في الموسيقى التقليدية في المغرب، تحضر تساؤلات عديدة حول الفرق بينها بالنظر إلى تشابه كبير في برامجها التي غالباً ما تتضمّن عروضاً لعدد محصور من الفرق، إلى جانب إقامة ندوة حول تاريخ هذه الأنماط الفنية وسبل الحفاظ عليها.

في هذا الخصوص، انطلقت عند الواحدة من بعد ظهر أمس السبت فعاليات الدورة السابعة عشر من "المهرجان الوطني لفن الملحون" في جنان السبيل وسط مدينة فاس المغربية (200 كلم شمال شرقي الرباط)، وتتواصل حتى مساء الثامن والعشرين من الشهر الجاري.

أشار بيان المنظّمين إلى "الاستمرار في تنظيم المهرجانات التراثية في المدينة، ومنها هذا المهرجان، إلى أكثر من عشرين عاماً"، موضحاً أن "جيلاً جديداً من الفنانين صار يتحمل استمرارية تراث الملحون بعد الجيل الماضي من أعلام حفظة التراث وفنانيه المبدعين الذين يرحلون تباعاً".

وأضاف أن "التظاهرة تشهد توقيع دواوين شعر الملحون الحديثة الصدور، مما يدل على أن هذا الفن ما يزال حياً بجمهوره وفنانيه وحفظته وشعرائه، إضافة إلى الندوة العلمية التي تحاول تجاوز الواقع الحالي للتفكير في آفاق مستقبل التراث المغربي برمته، وتقترح ما ينبغي التخطيط له وفعله حتى يبقى التراث المغربي حياً وقوياً في الداخل، وحتى يساهم بحظه المستحَق في بناء الثقافة الإنسانية".

افتتح المهرجان بحفل قدّمه "جوق المولى إدريس لطرب الملحون" التي تؤدي العديد من القصائد مثل "زين الصورة"، و"المرسول"، و"الشمعة"، و"المحبوب أو التيهان"، و"الطبيب عارف دايا والعلاج سومة غالي"، و"يا علي شوف جبال الغرب".

ينظّم حفل في كلّ يوم تتوزّع في فضاءات تحتضنها عدّة مناطق مجاورة كزواعة والمرينيين وأكدال وسايس، ومن بين الفرق المشاركة: "جوق التهامي المدغري"، و"جوق المرحوم الحاج أحمد الغرابلي"، و"جوق الفنان سعيد كنون"، و"جوق سجلماسة"، و"جوق الأصالة لطرب الملحون"، و"جوق مجموعة أشياخ الملحون".

كما تعقد ندوة علمية عند الثامنة من مساء السبت المقبل في القاعة الكبرى في مقرّ "جماعة فاس" حول موضوع "التراث وآفاق المستقبل"، يتحدّث خلالها عدد من الباحثين والمتخصّصين.

المساهمون