"مذكرات النفي": إضاءة على يوميات مصطفى النحاس

11 ديسمبر 2019
(مصطفى النحاس على يسار سعد زغلول)
+ الخط -

باتت المرويات الشفاهية والمذكرات بكافة أشكالها والشهادات والمقابلات الشخصية مصدراً أساسياً في كتابة التاريخ، بل تساهم في تصحيح كثير من المدوّنات الرسمية ونزع الطابع الأيديولوجي عنها وإثرائها بتفاصيل ظلّت في الهامش، لكن كان لها تأثيرها على المتون.

"اليوميات مصدر للتأريخ، مذكرات النفي نموذجاَ" عنوان الحلقة الرابعة والثلاثين من سيمنار "قراءات في الوثائق التاريخية المصرية، من العصور الوسطى وحتى العصر الحديث" الذي ينظّمه "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية" (IFAO) عند الخامسة من مساء السبت المقبل بالاشتراك مع كلية الآداب في "جامعة كفر الشيخ".

يقدّم الحلقة أستاذ الوثائق في "جامعة القاهرة" عماد أبو غازي الذي سيناقش "مذكرات النفي"؛ اليوميات التي كتبها السياسي المصري مصطفى النحاس (1879 - 1965)، وتغطّي جزءاً من فترة نفيه مع سعد زغلول وأربعة آخرين من قادة الوفد المصري إلى جزيرة سيشيل في كانون الثاني/ ديسمبر عام 1921 حتى 12 آذار/ مارس 1923.

وقد تمّ "اكتشاف هذه اليوميات بالمصادفة منذ خمسة أعوام، وتكشف عن تفاصيل حياة مجموعة المنفيين والقضايا التي كانت تشغلهم وعلاقتهم بالأحداث السياسية في مصر في هذه الفترة، كما تكشف اهتمامهم بالقضايا الدولية المشتعلة في تلك السنوات التي أعقبت تسويات ما بعد الحرب العالمية الأولى"، بجسب بيان المنظّمين.

وتقدّم اليوميات صورة حول أسلوب الرفاق المنفيين في اتخاذ القرارات، والمشكلات التي واجهوها، والقيود الرقابية المفروضة عليهم، والمخاوف المتكررة لدى سلطات الجزيرة من احتمالات هروبهم، والعلاقة بينهم وبين الأهالي هناك، كما تكشف اختلاف المواقف بين المنفيين، وصلابة موقف النحاس وسينوت حنا ومكرم عبيد، مقابل ميل فتح الله وعاطف بركات للتهدئة، وموقف سعد زغلول المتذبذب بين الفريقين، مع انحيازه لرأي الأخوين بركات في عدة مواقف.

وتصدر قريباً مجموعة من الرسائل في كتاب يتضمن ثلاث كراسات تشكّل 407 ورقات، وتكتشف سيل البرقيات والرسائل التي كانت ترد إلى النحاس ورفاقه في المنفى بشكل شبه يومي، ليس فقط من أفراد عائلاتهم أو من قادة "حزب الوفد" المصري، بل من نقابات عمالية وتجمعات نسائية ونوادٍ ومجموعات من الطلاب.

دلالات
المساهمون