عرف العالم في عامي 2017 و2018 حركات واحتجاجات نسوية أثرت بشكل كبير على جوانب مختلفة وفي بلدان العالم أجمع وأبرزها حركة Me too، والمسيرات التي قامت في الأرجنتين عام 2017 وضمت نصف مليون امرأة، ولأول مرة في يوم المرأة العالمي خرجت فيها 800000 امرأة.
ولكن السؤال الذي تطرحه نسويات في أنحاء مختلفة من العالم اليوم، هو بأي معنى تعبر الحركة النسوية المعاصرة - في تعدد النضالات التي تشاركها وتؤدي إليها اليوم - عن دينامية معادية للنيوليبرالية من الأسفل؟ كيف تشرع هذه الحركات في تشكيل أشكال سياسية جديدة؟
حول هذه الأسئلة تحاضر الباحثة الأرجنتينية فيرونيكا غاغو عند السابعة من مساء الأربعاء، الثلاثين من الشهر الجاري، في جامعة سواس في لندن، حيث تقترح ثمانية أطروحات جديدة حول النسوية في العالم المعاصر، وتستعرض النتائج التي توصلت إليها في دراستها الصادرة حديثاً بالإسبانية تحت عنوان "القوة النسوية" (دار تينتو ليمون).
ترى الباحثة أن المنظور النسوي يعترف بالعمل الإقليمي والمحلي والمهاجر، ويوسع مفهوم الطبقة العاملة من الأسفل، لأنه يبدأ من الاعتراف بأن 40٪ من العمال في الأرجنتين مثلاً يشاركون في أنماط متنوعة لما يسمى بالاقتصاد غير الرسمي، والذي يتم تبريره باعتباره الاقتصاد الشعبي.
وتقول بأنه بات بالإمكان رسم خرائط لتعدد المهام وأيام العمل المكثفة والشاملة التي لا يتم دفعها للفئات المهمشة جندرياً، أو التي يتم دفعها بشكل سيئ، أو التي نتقاضاها بموجب تسلسل هرمي صارم، حيث لم تتم تسمية بعض هذه المهام تقريبًا، بينما تم تسمية البعض الآخر بطرق تقلل من أهميتها.
من خلال الربط بين جميع أساليب إنتاج القيمة، قامت صاحب "القوة النسوية" بتحديد الخلل الملموس في الانتهاكات الأبوية والاستعمارية والرأسمالية. هذا يوضح، في رأيها، أن الحركة النسوية ليست خارجية عن السؤال الطبقي، حتى لو كانت غالبًا ما تقدم على هذا النحو، ولا يمكن فصلها أيضاً عن مسألة العرق.