رشيد قريشي.. الخلود كغياب الزمن

01 يوليو 2018
(من المعرض)
+ الخط -
تتكئ تجربة الفنان الجزائري رشيد قريشي (1947) على توظيف المفردات والإشارات الخطية واللاخطية باعتبارها مكوّنات تحيل إلى أساطير وعقائد مستمّدة من التراث العربي والإسلامي والأمازيغي، يضوع من خلالها خطابه الجمالي والبصري.

في معرضه الجديد "أساتذة الزمن" الذي افتتح الأسبوع الماضي في "غاليري أكتوبر" في لندن، ويتواصل حتى الثامن والعشرين من الشهر المقبل، يطرح وسائط عدة لإكمال مشروعه الفني في محاولة منه لتثوير النصوص وتحويلها إلى صورة بصرية.

يستخدم قريشي وسائل تعبير مختلفة في أعماله بما فيها الخزف والنسيج والشعر والخط العربي والرسم وتتعدد المفردات الكونة للوحة القرشي فيبرز فيها الحرف العربي بكل تجلياته الجمالية والحكم والمأثورات والأبيات الشعرية والزخرفة العربية وغيرها من الفنون البصرية الإسلامية، وتحتشد لوحاته بالخطوط والرموز والأرشام والأوشام والتجاعيد والتخاديد التي تعكس رغبة الفنان بالانعتاق من فن الخط السائد والتقليدي في العالم العربي.

من المعرضويقدّم في كلّ ذلك منظوره الخاص للتصوّف باعتباره تمثيلاً لحركة الإنسان المسكون بالإحساس المبهج، ووصوله إلى الحدود غير التقليدية للوعي الإنساني، والذي يربطه بالمفهوم الصوفي حول الترحال بين الأمكنة والأزمنة وحالات الاتحاد والحلول والارتقاء والتقمّص.

يضم المعرض سلسلة جديدة من أعمال الفنان التي يستكشف من خلالها ارتباطنا بالأرض كمصدر للحياة، والتي يحضر فيها البياض على أرضية زرقاء تذكر بالأيقونات المسيحية، خاصة تلك المتعلّقة بمناولة الخبز المقدس، وأخرى تفترش مساحات زرقاء على مربعات السيراميك الأبيض تبرز منها أرقام سوداء كأنها نقوش قديمة.

يذهب قريشي إلى تركيز الأزرق بوصفه رمزاً للمطلق والأبدية مرتبطاً بالسماوات في العديد من الأديان، مشيراً إلى مفهوم الخلود حيث لا وجود للوقت ما أراده في عنوان المعرض الذي يعند أن روحانية الفكرة تسمو على كل ما هو أرضي يمكن تحديده بالزمن.

دلالات
المساهمون