قرن من الأدب الروسي: من بلوك إلى سولجنيتسين

10 مارس 2018
عمل لـ الطلائعية الروسية ناتاليا جونشاروفا (1881-1962)
+ الخط -
أستاذ فقة اللغة الروسي فلاديمير أكيموف عدة كتب عن تاريخ الأدب في روسيا، من بينها ذلك الذي أصدره عام 1995، بعنوان "مائة عام من الأدب الروسي: من العصر الفضي إلى أيامنا"، والذي صدرت ترجمته إلى العربية عن "المشروع القومي للترجمة" في القاهرة، بعنوان "مئة عام من الأدب الروسي : دليلك إلى الأدب الروسي في القرن العشرين"، حيث نقله إلى العربية كل من أنور محمد إبراهيم وعلي غالب أحمد غالب.

وللكتاب طبعة ثانية بالروسية صدرت بعنوان "من بلوك إلى سولجنيتسين: دليلك إلا الأدب الروسي في القرن العشرين"، صدرت عام 2011، ويبدو أن هذه التي اعتمدها المترجمان المصريان، وبالطبع المقصود الشاعر الروسي الرمزي ألكسندر بلوك (1880-1921)، وصولاً إلى الروائي والكاتب المسرحي ألكسندر سولجنيتسين (1918-2008).

يعطي الكتاب معلومات منظمة جداً وموسوعية عن الصيرورة الأدبية التي حدثت في الاتحاد السوفييتي وتزامنت مع التحولات الأيديولوجية والاجتماعية الكبرى في القرن العشرين، حيث يقدم أكيموف الشعراء والروائيين والمسرحيين بطريقة تحليلية لا تخلو من انطباعات وآراء شخصية.

سنجد الباحث يعود إلى تجارب الشعراء: بلوك، وأنا أخماتوفا (1889-1966)، وأوسيب ماندلشتام (1891-1938)، وفازيلي بيلوف (1932-2012)، وفارلام شالاموف (1907-1982)، إلى جانب الروائيين جنكيز أيتماتوف (1928-2008)، يوري بونادرييف (1924)، وميخائيل بولغاكوف (1891-1940)، ومكسيم غوركي (1868-1936)، نيكولاي أوستروفسكي (1904-1936)، وفالنتين راسبوتين (1937-2015).

بالنسبة إلى مؤلف هذا الدليل إلى الأدب الروسي، فإنه يرى أن بزوغ هذا الأدب في سياق التاريخ السياسي للاتحاد السوفييتي يعني أنه ظهر وتأثر بتناقضات العمل الوطني والسياسي والثقافي والاجتماعي والعقائدي التي عرفتها تلك الحقبة، رغم ذلك لا يمكن النظر لهذا الأدب بوصفه عملاً دوغمائياً كان يخدم النظام السياسي أو يقف ضده فقط.

في هذا السياق، يلفت أكيموف إلى ضرورة النظر إلى الأدب السوفييتي بوصفه انعكاساً لفترة مفصلية من تاريخ العالم ككل، وأنه كان يعبر بصدق في وقته عن الوعي الوطني وعن تضامن العالم مع الواقعية الاشتراكية، ثم التناقض والردة التي أصابت هذا التضامن في فترة لاحقة، بالتزامن مع الموقف من الاتحاد السوفييتي ككل، وبالضرورة الأدب الذي نشأ فيه وحوله.

من جهة أخرى، يلفت الكتاب إلى الجذور الرعوية في الشعر الروسي، ومصائر الشعراء والروائيين الروس في القرن العشرين، ويشرح المعنى التاريخي والاجتماعي والثقافي لما يعرف بـ "العصر الفضي" في الأدب الروسي، وهو مصطلح يستخدمه فقهاء اللغة والنقاد في روسيا عند الحديث عن الأدب الروسي المكتوب خلال العقد الأخير من القرن الـ 19 والثلاثة عقود الأولى من القرن العشرين.

المساهمون