الأعمال التي يملكها المقتني رجائي زخريا اكتشفها الباحث جورج الأعمى وتتاح فرصة مشاهدتها في معرض عام لأول مرة.
12 لوحة مرسومة بتقنيات الأيقونة، ومواضيعها تتنوع بين الأساطير الإغريقية والثيمات الدينية، كما تتضمن محاولاته المتكرّرة في رسم الطبيعة أو المزج بين الطبيعة وإحدى الشخصيات الميثولوجية، إلى جانب بعض البورتريهات الذاتية.
وقد عثر الأعمى على هذه الأعمال بالصدفة، حين كان في زيارة إلى بيت رجائي زخريا عام 2012، بهدف الاطلاع على مجموعة الأخير من الفضيات، ليجد عدة أعمال معروفة لصايغ معلقة في بيت زخريا ومن بينها "اهتداء شاؤول"، و"الميلاد"، و"الفصول"، وبعد تكرار زيارات الأعمى كشف له زخريا عن 12 عملاً ملفوفة ومغطاة منذ عقود بتوقيع الفنان "ن صايغ" الذي لم يخطئه الأعمى.
تجربة صايغ تعدّ من أبرز تجارب الرواد الفلسطينيين الذي يذكرهم التشكيلي الفلسطيني كمال بلاطه في كتابه "الفن الفلسطيني" الذي عاد فيه إلى بدايات التجربة التشكيلية في 1850، كما يلتفت الشاعر عز الدين المناصرة في كتابه "موسوعة الفن التشكيلي الفلسطيني في القرن العشرين" إلى جانب الصايغ، الذي كان يملك مرسماً أو ستوديو بالقرب من كنيسة مار يعقوب في القدس (تعلّم فيه فنانون من جيل أصغر لاحقاً)، ثمّة تجارب خليل حلبي، وتوفيق جوهرية، ومبارك سعد، وزلفة السعدي.
عن تقنية الرسم لدى الصايغ يرى بلاطه أن أولى تجارب الصايغ الزيتية استلهمت من الأيقونة الروسية، ويذكر أن بعض الأعمال هي نقل مباشر للطبيعة المحيطة بالقدس.
وربما تكون أشهر لوحاته التي تحمل موضوعاً سياسياً "استسلام القدس" (1918) التي عرضتها "دارة الفنون" في عمّان العام الماضي، وهي لوحة منقولة عن صورة فوتوغرافية، وهي تقنية مألوفة في بعض أعمال الصايغ، وفيها يصور تسليم العثمانيين القدس إلى بريطانيا.
يصف بلاطه طريقة رسم الصايغ للوجوه عموماً بأنها، وجوه رجال وسيمة ذات ملامح عربية بلباسهم المدني الأنيق، أما الألوان في الطبيعة الصامتة فكانت كركمية قرمزية مكتظة بالظلال، ومحتفية بشجيرة الصبار وبرسم الأزهار.