"نيويورك للموسيقى العربية": عزف على جبهات متعددة

24 يونيو 2017
(أوركسترا نيويورك للموسيقى العربية)
+ الخط -

اكتظت قاعة "إلباش هول" وسط نيويورك بجمهور متنوع، لحضور حفل أحيته "أوركسترا نيويورك للموسيقى العربية" مؤخراً، احتفالاً بذكرى انطلاقتها العاشرة. أسس الأوركسترا الموسيقار والعازف اللبناني بسام سابا مع العازفة الأميركية آبريل سينترون، عام 2007، لتتوقف عن العمل وتعود السنة الماضية ببرنامج متنوع وبنبض جديد. وتضم الأوركسترا اليوم أربعين عازفاً وعازفة تتنوع خلفياتهم الثقافية بتنوع مجتمع نيويورك.

عزفت الأوركسترا أكثر من ثلاثين مقطوعة، مع التركيز على موسيقى الفنان الراحل وديع الصافي، دون أن يقتصر العرض على موسيقاه أو لون واحد، حيث تنوعت القطع لتشمل معزوفات من مصر ولبنان وإيران وتركيا. ويتميز مشروع أوركسترا نيويورك العربية بمحاولته إحياء وتقديم الموسيقى العربية، ليس فقط بين الأميركان من أصول عربية أو العرب المقيمين في نيويورك، بل إن معظم الموسيقيين في الفرقة ليسوا من أصول عربية. ولا يقتصر عمل الأوركسترا على العزف الموسيقي، بل يحاول المشروع أن يزرع وينمي جذور الموسيقى العربية، وتدريس إمكانات عزفها على مختلف الآلات حتى غير العربية.

تمكنت الأوركسترا بعد جهد كبير، وتحديداً منذ العام الماضي بعد انطلاقتها الجديدة، من الحصول على ترخيص من السلطات الأميركية والعمل كجمعية غير ربحية، مما يكفل لها الحصول على التبرعات الفردية أو من مؤسسات أميركية، ناهيك عن فتح المجال للتقدم والحصول على دعم فدرالي أو دعم من ولاية نيويورك. فعلى الرغم من النجاحات التي كانت الأوركسترا قد حققتها في الماضي، من ناحية إقبال الجمهور، إلا أن ذلك لم يضمن لها إمكانية الاستمرارية المادية في مدينة كنيويورك، حيث المنافسة شديدة والاهتمام بهذا النوع من الموسيقى على المستوى الإعلامي الأميركي يبقى محدوداً. كما أن تكاليف استئجار مسرح، وإيجاد مكان لتدريس الموسيقى تبقى باهظة نسبياً. وهو ما استطاعت الأوركسترا تجاوزه مؤخراً، بحصولها على مقر وسط نيويورك، مما يسهل إنجاز المشاريع المتشعبة التي تعمل عليها.

وللقائمين على الأوركسترا رؤية ورسالة، تذهب أبعد من العمل الفني الموسيقي الاعتيادي، حيث يقدمون العديد من الدورات لتعليم الموسيقى العربية والعزف على آلاتها. وتتوجه الأوركسترا لجمهور مختلف لتشمل مشاريعها دورات تدريبية مشتركة للعائلات، تركز على تكريس الثقافة الموسيقية، كمتعة وكجزء من الثقافة العامة خصوصا عند الناشئين وطلبة الجامعات. كما أطلقت برامج مختلفة لدعم اللاجئين.

تشكل الثقافة الموسيقية المتعددة، لكل من بسام سابا وآبريل سينترون المؤسّسَين، عاملاً فارقاً ليس فقط في تنوّع الآلات التي يعزفان عليها، بل أيضا في التعامل مع الخلفيات الثقافية لرواد ومحبي التعرف على الموسيقى العربية والشرقية عموماً، وخاصة سكان نيويورك، الذين تربّوا على خلفيات ومدارس موسيقية مختلفة.

المساهمون