دوغلاس موراي.. أوروبا أنهكها الاستعمار

06 مايو 2017
(مظاهرة ضد اليمين في لندن، تصوير: كيت غرين)
+ الخط -

يبدو الأمر هذه الأيام كما لو أن سوقاً للعنصرية افتتح وبدأ أصحاب بضاعته من اليمين والشعبويين يتدفقون إليه؛ ومن هؤلاء الصحافي والكاتب البريطاني دوغلاس موراي الذي صدر له مؤخراً كتاب بعنوان "الموت الغريب لأوروبا" (بلومزبري)، والذي يرثي فيه لحال القارة التي تموت أمام أعين أهلها دون أن تجد من يصدّ عنها هذا الجور البربري الذي يتدفق إليها من البحر والبر.

يبدأ الكتاب بعبارة "أوروبا تنتحر"، إذ يشتكي موراي من أن لندن لم تعد للبيض، بل إنها مليئة بالأشخاص البُنيين والسود، ويلفت إلى أن هؤلاء يرفضون الاندماج، ويدلل على ذلك بالبرهان القاطع، فيقول "لو كان المسلمون يريدون حقاً أن يصبحوا بريطانيين لكانوا خرجوا وشربوا البيرا مثل أي أحد آخر".

ويرى موراي أن "أوروبا أنهكها التاريخ" وأنها ترزح تحت الذنب الاستعماري، فلم تخض المعركة وتركت نفسها نهباً لمن اجتاحها وهو متعصّب متطرف لمعتقداته.

يدعو موراي إلى تبنّي سياسات صارمة في قبول اللاجئين، وإن جرى قبولهم فهو مشروط بعودتهم، بمعنى اتخاذ سياسات ضد إدماجهم لحين رجوعهم إلى بلادهم، ذلك أن هذا التدفق وفقاً للكاتب، يأتي في لحظة فقدت فيها أوروبا الكثير من إيمانها بهويتها.

في ذلك، لا يختلف موراي عن موجة كتاب الأعمدة والروائيين والسياسيين؛ ومنهم نايغل فاريج وديفيد غودهارت الذي يرى أن الليبرالية شنقت أوروبا اجتماعياً وثقافياً فسمحت بزواج المثليين وروّجت للتعددية السياسية، أما الليرالية الاقتصادية فسمحت لجهات أجنبية بشراء مشاريع أو إقامتها في بريطانيا.

سوق العنصرية الغربية قاد بريطانيا إلى الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ثم جاء بترامب، وربما قريباً يوصل لو بان.. من يدري؟

المساهمون