معزوفات مهند نصر.. بعد الرحيل عن دمشق

03 ديسمبر 2017
(مهند نصر في "أونوماتوبويا"، بيروت)
+ الخط -

شهدت بيروت تدفقاً كبيراً للفنانيين السوريين منذ بدء الأزمة في بلادهم، حيث ظهر موسيقيون شباب وتشكيليون جدد، وفرق موسيقية التأم شملها في العاصمة اللبنانية وبدأت في الغناء من مقاهيها، من هذه الفرق "طنجرة ضغط"، و"أومي" و"الصعاليك" و"فتت لعبت" و"خبز دولة" و"هوا دافي" وغيرها.

في هذا السياق، بدأت تجربة عازف العود والمؤلّف الموسيقي الشاب مهند نصر الذي أطلق ألبومه الأول أمس بعنوان "همسات صارخة"، في حفل أقامه ضمن تظاهرة "مينا" التي تنظّمها "اتجاهات ثقافة مستقلة".

كلّ المقطوعات كُتبت في بيروت، عقب خروج نصر من دمشق، عنها يقول الفنان "المقطوعات تعكس التناقض الذي يواجهه فنانو المنطقة يومياً فيما هم يحاولون رفع أصوات آلاتهم فوق أصوات الحرب".

التناقض الذي يتحدث عنه نصر يتعلّق بضرورات الإبداع؛ من الاستقرار والتمويل ووجود مكان للتدريب اليومي والعمل، وهي أمور يفتقر إليها أي فنان لاجئ، فواقع الحرب يفترض أنه يتناقض مع واقع الإبداع، رغم ذلك يجد الفنان حاجة ماسة إلى إنجاز عمله، إذ تتحوّل الموسيقى إلى بديل عن المكان.

عن ذلك يوضح نصر في بيانه حول الألبوم "كل موسيقي ورسّام وممثل، بل كلّ فنان، يسعى إلى خلق واقع أفضل من واقع الحرب. وفي هذا السعي، تتحوّل أصواتنا إلى همسات في وجه صخب الحرب وعنفها".

أما ظروف تسجيل المقطوعات فكان لها خصوصية، حيث دعا الفنان أصدقاءه للانضمام إليه؛ "أصبحنا في حفل غير رسمي، بشكل ما. وكان كل منهم يستمع إلى التسجيل على سماعة خاصة، وكان علينا التوقّف والإعادة إذا عطس أحدهم".

سبق لنصر الذي يتابع دراسته حالياً للموسيقى في إسبانيا التي انتقل إليها مؤخراً، أن أصدر ألبوماً مشتركاً مع فرقة "أومي" السورية اللبنانية، كما سبق له أن حصل على ثلاث جوائز في مهرجانات عالمية للعود من بينها "قرطاج" في تونس، و"الكسليك" في لبنان.

المساهمون