"الفرصة تصنع اللص": انتحالات روسيني

23 أكتوبر 2017
(من العرض)
+ الخط -
إحدى القطع الموسيقية التي نالت شهرة واسعة في حياة مؤّلفها جواكينو روسيني (1792 – 1868) لكنها لم تلق الحظ ذاته بعد رحيله، "الفرصة تصنع اللص". كتب روسيني هذه الأوبرا في بدايات حياته عام 1812؛ وهي المرحلة الأهم والأغنى في حياة الموسيقي الإيطالي، الذي لم ينج من الكسل والاضطرابات النفسية.

العمل الذي تعرضه "دار الأوبرا السلطانية" في مسقط عند السابعة من مساء الجمعة المقبل، ينتمي إلى سلسة من الأعمال الهزلية التي قدّمها صاحب "فتاة إيطالية من الجزائر"، وعُدّت الأقوى في زمنه حتى أن بيتهوفن نصحه حين التقاه بأن لا يفكّر مطلقاً بتأليف عمل تراجيدي واحد، بعد النجاح الذي حقّقته أوبرا "حلّاق إشبيلية".

العرض الذي يعاد مساء السبت في الموعد نفسه، تقدّمه فرقة "أوبرا مهرجان روسيني" الإيطالية وأخرج نسخته الأولى الفرنسي جون بيير بونيلي (1932 – 1988)، وسيؤدّيه كلّ من السوبرانو أولغا بيريتياتكو والتينور ماكسيم ميرونوف، وسيقود الأوركسترا الأميركي كريستوفر فرانكلين.

روسيني وُلد لأب عمل عازف ترومبيت محترف وأم مغنية في إحدى الفرق الكنسية، وتأخرّ تعلّمه للموسيقى نسبياً، حتى أنه كاد أن يمتهن الحدادة في مرحلة مبكرة من حياته، وحين تعلّم العزف بدا كسولاً وعابثاً ومكتئباً وهي صفات لاحقته حتى النهاية، إلى حدّ أن والده كان يتصوّر أنه سيكون أسوأ مؤلّف أوبرا بسبب عدم جدّيته ومثابرته.

في هذا السياق، عبّرت العديد من الأعمال التي أنجزها صاحب "سوء تفاهم شديد" (1811)، ومنها "الفرصة تصنع اللص" عن رؤيته للأوبرا حينها، فهو يكره الدراما المغرقة في التعبير عن المشاعر، ويميل إلى تقديمها بشكل بسيط وصادق، وفي تخيّل شخصيات منتزعة من الواقع بقلقها واضطراباتها وأن تعكس الصراعات فيه.

قصة العمل تقع في أحد فنادق المدينة أثناء اشتداد عاصفة قوية، حين ينتحل مسافر هوية كونت بعد عثوره على حقيبته وأوراقه الرسمية، من أجل الحصول على قلب فتاة تنتظر الكونت الأصلي في المكان، وهنا تتسارع الأحداث بين الحلم والحقيقة.

المساهمون