بتول الفكيكي.. حوار بالرسم المباح

11 أكتوبر 2017
(من المعرض)
+ الخط -

تتحرّك الفنانة التشكيلية العراقية المقيمة في لندن بتول الفكيكي (1940) في فضاء أساسي؛ المرأة بين الأسطرة والحقيقة، بين الواقع والحلم، بين مساحة غنائية وقاع حزين، في معرضها "الرسم بالكلام المباح" الذي افتتح أوّل أمس الإثنين في "غاليري الأورفلي" في عمّان، ويتواصل حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري.

الفكيكي التي درست الفن على يد عطا صبري (1913 – 1987)، وخالد الجادر (1934 – 1988)، وغيرهما من أوائل الفنانين العراقيين أصحاب المدرسة الواقعية، اتجهت نحو تجريدية تعبيرية تتيح لها إبراز تحوّلات ذلك الحوار المفتوح بين الكائن الأنثوي وتاريخه ومحيطه وصوره رموزه فيهما.

تتنمي الأعمال المعروضة إلى مرجعية ميثولوجية، تمثّلها بشكل أساس أسطورة الخصب العراقية بتجلّياتها المتعدّدة، وإشاراتها المحتشدة مع انزياحات مدروسة، تذهب بها نحو مزيد من الأنسنة والحضور في اللحظة الراهنة، لتبدو أجساداً قلقة وحائرة وخائفة وتتلفت حولها.

في بعض اللوحات تظهر أجساد تشير إلى تواصل بين التشكيل الذكور والأنثوي المختلط فيهما باحتواءات متكوّرة والتفاف وتشابك في الأطراف، وكأنهما يتحاوران حول وجودهما وإعادة إنتاجه بين الولادة والفناء وما ينتجه من خسارات وأحلام وأفكار.

تصف الفكيكي تجربتها بالقول "اللاوعي يدفعني إلى اختيار (الجسد) كونه بيت للسعادة والألم. ثنائية (المرأة والرجل) والظل والشخص الآخر شغلي الشاغل في الرسم"، مضيفة "تمكّنت من (الرسم المباح) المفعم بالحب والسلام والفجيعة والقهر والاستلاب حيث أشخاصي تومئ لكنها لا تبوح".

أحد الأعمال المعروضة عبارة عن كتيب مطوي على شكل أكورديون، مقسّم إلى مساحات متسلسلة في رسوماتها، لأجساد في حالات وأوضاع مختلفة، كأنها تمثّل تاريخاً لها أو تفاصيل ذكرياتها الحميمة بتمرّدها وانكساراتها، أو سردية تعكس وجودها في هذا العالم.

كما توقّع بتول الفكيكي كتابها "أسطورة الروح والجسد"، الذي يضمّ بحثها البصري ومخطّطاتها ورسوماتها التي خلصت من خلالها إلى تقديم هذه المعرض.

المساهمون