إياد صبّاح: عن نساء غارقات في التفكير

طالما جرى ربط جسد المرأة بالغرائز وبالتالي إدانته، سواء تاريخياً من خلال التمثّلات الاجتماعية والعقائدية أو في عصر الصورة الاستهلاكية الذي نعيشه. هذه الوضعية، تخلق إشكالية؛ فكيف يمكن الاحتفاء بجسد المرأة من دون انتهاكه؟

نتلمّس محاولة اقتحام لهذه الإشكالية في مجموعة لوحات اختارها الفنان التشكيلي الفلسطيني إياد صبّاح ستكون بداية من يوم الجمعة المقبل في جولة في قاعات عرض بلجيكية. أولى المحطات سيكون فضاء "فارماسي" في مدينة نيمور (بالقرب من بروكسل)، قبل أن تستقبل المعرض غاليري "إسباس ماغ" في العاصمة البلجيكية بداية من 16 شباط/ فبراير المقبل.

عن اختيار هذه الثيمة، يقول الفنان الفلسطيني في حديث لـ"العربي الجديد": "المرأة عنصر حاضر بشكل قوي في أعمالي سواء في النحت أو التصوير، فجسد المرأة بالنسبة إليّ قيمة جمالية بما يحتويه من انسيابية الخط وتناغم الكتل". يتابع قائلاً "كما تحمل المرأة مضامين فكرية تحتمل العديد من التعابير التشكيلية، بتقاطعاتها مع مفاهيم الأرض والخصوبة والمتعة والدفء".

عن لوحات معرضه يقول: "تقدّم الأعمال حالات من النساء كما أراهنّ، إذ إنني أحمّل هذه اللوحات حالات مختلفة، وهو ما يظهر في ملامح تتراوح بين القوة والضعف والحب والحقد وغيرها من المشاعر".

يضيف "تحمل عيون النساء العديد من الأسئلة والعديد من التطلّعات لتغيير نظرة العالم الذكوري إليهن"، ويختم بالقول "أشعر أن عيون النساء أكثر فصاحة من ألسنتهن وأن أفعالهن دائماً خارج التوقّع، لذا فنساء لوحاتي لا يحملن الصور النمطية عن المرأة، فهن لسن ضعيفات ولا شرسات ولا استعراضيات، بل هُن غارقات في التفكير والتساؤل".