"يرما": نسخة بريطانية لتراجيديا لوركا

26 اغسطس 2016
(مشهد من المسرحية)
+ الخط -
تتواصل على خشبة "يونغ فيك" في لندن، حتى 24 أيلول/ سبتمبر المقبل عروض مسرحية "يرما" التي أعاد كتابتها وأخرجها الأسترالي سيمون ستون انطلاقاً من نص الشاعر الإسباني للشاعر الإسباني، فيديريكو غارثيا لوركا (1839 – 1936).

المسرحية، التي كتبها لوركا عام 1934، هي الثانية ضمن ثلاثية ضمّت أيضاً مسرحيتيه "عرس الدم" (1933)، و"بيت برناردا ألبا" (1936). ثلاث أعمالٌ تلتقي عند المرأة ومشاكلها في مجتمع إسباني تحكمه التقاليد، ضمن لغة شعرية تعتمد على الرمز.

وبينما تواجه العروس الزواج برجل لا تحبّه في "عرس الدم"، وتبحث البنات المسجونات في بيت والدتهن عن رجل في "بيت برناردا ألبا"، يقدّم لوركا في "يرما" تراجيديا شعريةً عن امرأة ريفية محكوم عليها بالأعمال المنزلية تصارع من أجل حقّها في الإنجاب.

تتزامن العروض، التي انطلقت في 24 تمّوز/ يوليو الماضي، مع الذكرى الثمانين لاغتيال الشاعر الغرناطي، وقد حظي العمل بإشادة نقدية واسعة في الصحافة البريطانية، التي نوّهت أيضاً بمخرجه وبالممثّلة بيلي بيبر التي أدّت الدور الرئيسي.

وكان ستون (1984)، عَرف، قبل عامين، نجاحاً كبيراً من خلال إخراجه مسرحية "البطّة البرية" للكاتب المسرحي النرويجي هنريك إبسن (1828 - 1906)، والتي كانت الورقةَ التي عرَّفت به في أوروبا حيث بدأ يشتغل ويعرض بانتظام منذ ذلك الحين.

عن اهتمامه بالشاعر الإسباني، يقول في تصريحات لصحف بريطانية: "لوركا لغز يجب تجليته. المسرحية تراجيديا إغريقية كُتبتْ في القرن العشرين، وهي تتطرّق إلى مأزق معاصر جداً: ما الذي يعنيه بالنسبة إلى امرأة في عالمنا أن تكتشف أنها غير قادرة على أن تُنجِب أولاداً. يرما، إذن، في المستوى ذاته الذي لأساطير أخرى مثل أنتيغونا أو ميديا".

جرَّد ستون النص من نزعته المحلّية بإخراجه من سياقه، ليجعله حاضراً في لندن المعاصرة، ويجعل شخصياته، رجالاً ونساءً، أناساً يمشون في الأسواق، ويُمكن أن يُصادَفوا في أي مكان من المدينة؛ "هناك يِرْمات يمضين عبر المدن في كل العالم: لندن، وسيدني، وبيرلين، وغيرها".

تركّز "يرما" ستون على البُعد البصري، والتوتّر الحادّ، والدفق العاطفي أثناء سرد الحكاية التي تنطلق بنَفَس كوميدي، لكنها تُعرِّج على التراجيديا لتنتهي إلى الفاجعة. ونجحت موسيقى ستيفان غريغوري في خلق جوٍّ حادّ ظلَّ في تصاعد على امتداد العرض.

المساهمون