"أسبوع النقّاد": اكتشافات سينمائية

29 يونيو 2016
(لقطة من فيلم "ميموزا")
+ الخط -

مرّةً جديدة، تنظّم جمعية "متروبوليس"، في بيروت، "أسبوع النقّاد"، الذي يُقام سنوياً، منذ عام 1961، في إطار مهرجان "كان" السينمائي الدولي. لكن هذه المرّة تختلف، قليلاً، عن سابقاتها؛ إذ ترتبط الدورة اللبنانية المقبلة بالعيد العاشر للجمعية، ولصالة "متروبوليس"، التي تُعتبر بمثابة "صالة فنّ وتجربة".

الصالة، التي افتُتحت في الحادي عشر من تمّوز/ يوليو 2006، تُساهم في ابتكار مساحة ثقافية وفنية تتلاءم وإبداع الصورة واللغة السينمائية، وتجعل من نفسها مكاناً أوسع للتواصل مع العالم، واختراعاته الفنية والجمالية والدرامية المتنوّعة.

والجمعية، التي تُشرف على الصالة وتُنظِّم نشاطاتها الكثيرة، واجهت صدمة العدوان الإسرائيلي على لبنان، بدءاً من 12 تمّوز/ يوليو 2006، من دون أن ترضخ لابتزاز الخراب والموت والتهجير، فاستمدّت من وقائع أيام تلك الحرب، ما يجعلها أقوى وأقدر على استكمال مشروعها السينمائي.

بدءاً من الرابع من تمّوز/ يوليو المقبل، تُنظِّم الجمعية الدورة اللبنانية العاشرة لـ "أسبوع النقّاد"، فتعرض أفلاماً روائية طويلة وقصيرة، بعد أسابيع قليلة على عرضها في الدورة التاسعة والستين من "مهرجان كان"، في أيار/ مايو الماضي.

ثمانية أفلام طويلة، وأحد عشر فيلماً قصيراً، واحتفاءٌ بالسينمائي الفرنسي جاك أوديار (1952)، الذي يحضر، في التاسع من الشهر المقبل، أمسية خاصّة بفيلمه "أنظر إلى الرجال وهم يسقطون" (1994)، الفائز بـ "سيزار" أفضل أول عمل، عام 1995، بالإضافة إلى ليلة خاصّة بالفيلم القصير، تُعرض فيها خمسة أفلام في العاشر من الشهر ذاته.

"أسبوع النقّاد"، الذي حمل اسم "الأسبوع الدولي للنقّاد" لغاية عام 2008، وهو مسابقة مستقلّة عن مهرجان "كان"، تُنظّمه "النقابة الفرنسية للنقّاد السينمائيين" منذ إنشائه عام 1961، بهدفٍ إتاحة المجال أمام النقد السينمائي الفرنسي للبحث عن "ابتكاراتٍ سينمائية شابّة"، والاستمرار في اكتشاف سينمائيين جدد في أنحاء العالم، ما يتطلّب جهداً كبيراً لانتقاء الأفضل بين الأعمال السينمائية الأولى أو الثانية لمخرجيها الشباب.

يبدو ذلك واضحاً في تاريخ التظاهرة، إذ بفضلها يتعرّف المهتمّون بالفن السابع إلى من يُصبح، لاحقاً، من كبار صانعي السينما؛ أمثال كريس ماركر وبرناردو برتولوتشي وباربت شرودر وكِنْ لوتش ومرزاق علواش وغيرهم.

النسخة اللبنانية الجديدة هذه، التي تستمر حتى الثالث عشر من الشهر المقبل، تمنح المعنيين بسينما شابّة ومختلفة، بعض أبرز عناوين الإنتاجات الحديثة، كفيلم الافتتاح "فكتوريا"، للفرنسية جوستين تريّيه (1978)، ثاني روائي طويل لها بعد "معركة سولفيرينو" (2013)، المعروض في برنامج Acid في "كان" 2013.

الفيلم، الذي تبدأ عروضه التجارية الفرنسية في الـ 14 من أيلول/ سبتمبر المقبل، يروي حكاية المحامية الجنائية فكتوريا سبيك (فرجيني إيفيرا)، التي تعيش حالة انعدام كامل لأي انفعال عاطفي. في حفل زواجٍ، تواجه تحدّيات شتّى، ومصائب جمّة، تنهال عليها إثر لقائها صديقاً قديماً لها، يُتّهم بجريمة قتل، والشاهد الوحيد كلبٌ. تتولّى فكتوريا الدفاع عن صديقها، وتدخل مرحلة ارتباكات إضافية، تبدو معها كأنها تغتسل بها من آلامها المختلفة.

من الأفلام المشاركة، اثنان ساهمت قطر في إنتاجهما: "جزيرة الألماس" للفرنسي ذي الأصل الكمبودي دافي شو (1983)، و"ميموزا" للفرنسي أوليفر راكس (1982). يتابع الأول (يُعرض فرنسياً بدءاً من 28 كانون الأول/ ديسمبر المقبل) تفاصيل رحلة يقوم بها شابٌ يريد العمل في ورشة إعمار الجزيرة الخاصّة بالأثرياء، فيلتقي شقيقه المختفي منذ خمسة أعوام، والذي يُدخله في عالم ثراءٍ فاحش، لم يكن الشاب يعرفه أبداً. ويتناول الثاني (يُعرض فرنسياً بدءاً من 24 آب/ أغسطس المقبل) رحلة شيخٍ يرغب في أن يُدفن في قريته، فلا يُسعفه الموت في بلوغ القرية قبل الرحيل، فإذا بشابين يتكفّلان بالمهمّة عبر جبال الأطلس المغربية، في حين أن شاباً من القرية يُكلَّف بمساعدة القافلة، التي يخشى المسافرون فيها أعالي الجبال.


المساهمون