"ابنة الكتيبة": أوبرا الهويات المزدوجة

13 مايو 2016
(من عرض "ابنة الكتيبة" في باريس)
+ الخط -

تتواصل عروض أوبرا "ابنة الكتيبة" للموسيقار الإيطالي غايتانو دونيزيتي في "دار الأوبرا السلطانية" في مسقط حتى مساء الغد.

العرض لفرقة مسرح "ماسيمو" من مدينة باليرمو الإيطالية، التي تستعيد الرؤية الإخراجية التي وضعها المسرحي والسينمائي الإيطالي فرانكو زيفيريللي للعمل، فيما تقود العازفين قائدة الأوركسترا الكندية كيري-لين ويلسون.

لعل الأهمية التاريخية لهذه الأوبرا تكمن في وقوع اختيار دونيزيتي (1797–1848) على نص مسرحي مثير، للثنائي الفرنسي جول هنري فيرنوي وجان فرانسوا بايار، حيث أنه اتّخذ رواية "الآخر" الفرنسي في سرد أحداث تاريخية في فترة كانت تشهد تجاذبات سياسية في كبريات مدن إيطاليا حول ضرورة توحيد البلاد كي لا يتكرّر طمع الأجانب فيها.

تدور قصة العمل حول فتاة قروية إيطالية تربّت في كتيبة عسكرية استقرّت في شمال إيطاليا، وكأن هذا العمل طرح بشكل مبكّر وعفوي فكرة الهويات المزدوجة وانعكاساتها، ففي ذلك العصر المضطرب (ما بعد الثورة الفرنسية، الثورة الصناعية، بداية ربيع الشعوب الأوروبية، نزعات التوحيد والاستقلالية في إيطاليا)، بدأ فن الأوبرا الذي طالما حسب قريباً من الرومانسيين والكلاسيكيين، يأخذ منحى واقعياً ويقترب أكثر من التعبير عمّا يحدث في الحياة العامة.

وكانت أوبرا "ابنة الكتيبة" إحدى الأعمال الأوبرالية الأولى التي غيّرت مسار هذا الفن حيث تطرّقت إلى حدث معاصر وهو غزو نابليون لإيطاليا سنة 1905.

المساهمون