مجال حيوي

07 سبتمبر 2015
إبراهيم الصلاحي/ السودان
+ الخط -

ظهرت منذ سنوات قليلة موجة من إنتاج الوثائقيات في العالم العربي. وكأن مخزن أفكار وتصوّرات انفتح أمام المشتغلين في هذا المجال. قبلها، انحصر الإنتاج في التوثيق لأحداث وشخصيات تحت الطلب؛ طلبات الأنظمة في الغالب.

لعل اليوتيوب بما أتاحه من فرجة موسّعة، ثم انفلات قبضة الأنظمة عن الشعوب بعد 2011، ساهما في فتح آفاق المخرجين الذين نراهم اليوم يتوزّعون على كامل خارطة المواضيع العربية. خطوة مهمة، ولكن رؤية عامة لدور الوثائقيات لم تظهر بعد عندنا.

من النادر جداً أن نجد وثائقياً عربياً يتحدّث عن موضوع اجتماعي غربي، أو حتى سياسي، رغم معرفتنا بارتباط التغيّرات هناك بالواقع هنا. في مقابل ذلك، فإننا نجد أن الوثائقيات التي تُنتَج في فرنسا أو ألمانيا مثلاً، تتخطى كميةٌ كبيرةٌ منها حدود المحلية، وتبحث في ما هو أجنبي دون أي تحفظ، ويمثل العالم العربي بالذات مجال اشتغال كبير لدى هؤلاء.

تشير هذه الظاهرة إلى إحساس جيوبوليتيكي يسود سينما دون أخرى. فالمخرج الفرنسي يحسّ بأن العالم العربي يندرج ضمن "مجاله الحيوي" حسب مصطلح عالم الجيوبوليتيك الألماني فريديريك راتزل.

يغيب هذا الشعور في العالم العربي إلى اليوم، رغم أن المخرجين العرب لا تغيب عنهم وقائع المجتمعات الغربية، فهم في معظمهم قريبون منها. ينسحب ذلك على مجالات أخرى من ضمنها الصحافة والأدب. إنه "عجز القادرين" كما كان يقول المتنبي.

المساهمون