"وهران للفيلم العربي": دورة على عجل

22 مارس 2015
من "نوبة نساء جبل شنوة" (1978) لـ آسيا جبّار
+ الخط -

حين قررت وزيرة الثقافة الجزائرية الجديدة، نادية العبيدي، إلغاء دورة العام الماضي من "مهرجان وهران للفيلم العربي"، خضع قرارها لتأويلات مختلفة، منها أن الوزيرة، التي هي مخرجة أصلاً، خضعت لضغوطات ثلّة من المثقفين المترفعين عن وجود منبر للسينما العربية، في مشهد هواه فرنسي؛ منبر استطاع أن يُعيد الارتباط القوي بين المشاهد الجزائري ومفردات الفيلم القادم من المشرق، خصوصاً في الفترة التي تولّى حمراوي حبيب شوقي فيها إدارة المهرجان.

العبيدي قالت يومها إنها هدفت بقرار إلغاء الدورة إلى تخليص المهرجان من "الأذرع المكسورة"، وإعادته إلى السكة التي رُسمت له منذ تأسيسه عام 2007، أي تثمين الإبداع السينمائي العربي، وخلق مناخ صحي لعمل عربي مشترك في هذا الإطار.

يقول محمد علال، عضو اللجنة الفنية في الإدارة الجديدة، إن ثمة هدفين سيتحققان في دورة حزيران/ يونيو المقبلة، من خلال جملة من الإجراءات: تثبيت المهرجان في هذا التوقيت الذي يتزامن مع نهاية "مهرجان كان"، والانفتاح على الكفاءات الشابة التي تملك اطلاعاً مباشراً على جديد الفيلم العربي.

إدارة المهرجان فتحت باب الترشح أمام السينمائيين العرب، في ظل مخاوف من عزوفهم عن ذلك، نظراً إلى العودة المفاجئة للمهرجان وضيق الوقت المتبقي لانعقاده بعد أن كان موعده في شهر أكتوبر/ تشرين الأول. ولعل هذا ما يفسّر رفع القيمة المالية للجوائز كإحدى الإغراءات للمشاركة في دورته المقبلة.

كما تراهن الإدارة الجديدة على مصداقية لجنة التحكيم التي أثار تعيين بعض وجوهها جدلاً إعلامياً في الدورات السابقة، وهو المعطى الذي يتم التكتم عليه بشدة، غير أن بعض التسريبات تشير إلى أن اللجنة ستضم، إلى جانب سينمائيين جزائريين وعرب، وجوهاً من أوروبا، مع الإبقاء على مجالات المنافسة نفسها، أي "جائزة الفيلم الطويل" و"جائزة الفيلم القصير" و"جائزة الفيلم الوثائقي" و"جائزة الإعلام السينمائي".

وعلمت "العربي الجديد" بأن الدورة ستكرّم كلاً من سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة، التي رحلت في منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، نظراً إلى حضورها المتميّز في المخيال السينمائي العربي عبر أفلامها التي رافقت أحلام عدة أجيال عربية، والكاتبة الراحلة آسيا جبار، التي أخرجت عدة أفلام احتفت فيها بنضالات المرأة الجزائرية، منها "نوبة نساء جبل شنوة"، (1978)، كما سيُكرَّم المخرج الأخضر حامينة عن فيلمه "وقائع سنين الجمر"، تزامناً مع عيد ميلاده الخامس والثمانين.

من جديد الدورة أيضاً ملتقى الرواية والسينما، إذ سيقارب باحثون جزائريون وعرب الأسئلة المتعلقة بعلاقة السينما بفن الرواية، والسياقات الموضوعية التي جعلت الرواية العربية بعيدة عن الشاشة، كما سيتم الاستماع إلى تجارب روائية اندرجت في هذا الإطار، مثل جمال الغيطاني من مصر، ورشيد بوجدرة، من الجزائر.

المساهمون