حلوى سوداء

09 ديسمبر 2015
براشانث كامالاكانثان/ الهند
+ الخط -

في عالم منقسم بين قوي وضعيف، لا نرى التاريخ "يمكر" إلا نادراً. هذا أمرٌ مُحبط، فالواحد منّا عمره مقصوف ـ تماماً مثل أعمار شعوبنا ـ ويأمل أن يرى ذلك "المكْر" ولو مرّةً، قبل أن يُعاجِل الترابُ عينيه.

صار مكر التاريخ هو طوبانا اليتيمة، بعد أن أُفْهمنا أن المراهنة على "طوبات" أثقل وزناً، والتعلّق بها، هو ضرب من "خرط القتاد"، فتواضَعنا وقلنا لا مناص: ها نحن نأكل الفول وننتظر المكر المجيد، ونُحَلّي بالشاي وننتظره أيضاً، وما قبلهما وبعدهما، نكتب ما تيسّر من سرديّات التابع وخطاب الضحية.

جاء هيغل وذهب، وجاء ماركس وذهب، وسيناريو التاريخ لا ينفكّ يروح من هذه الناحية إلى تلك؛ يعني من السيئ إلى الأسوأ. فماذا يفعل الواحد، في حال كهذه، خصوصاً إذا كان ثالثيّاً وبالتحديد فلسطينياً؟

عن نفسي، حرصتُ دوماً على فسحة الأمل، وألّا أُكَبِّرها (فهي مش ناقصة) حتى أوشك الأفقُ أن يستدير، ونطحني الفولاذُ الهمّاز: لا خلاص دنيوياً إلا بزوال الرأسمالية. غير هيك لا ينفع. غير هيك سيظلّ منتظرو "مكر التاريخ" كأسلافهم منتظري المشيخ والمسيح والمهدي المنتظر: يدٌ إلى قدّام، وأخرى إلى وراء.

لا بل إن أولئك كانوا في وضع أقل قسوة، فقد عاشوا في أزمنة المعادن الصلبة، أما نحن فقد شهدنا عصر انقسام الذرّة وصولاً ـ بعد خطوتيْن ـ إلى عصر السيليكون.
يا عزيزيَّ هيغل وماركس: تعالا اشربا معي قدحيْن من حلوانا السوداء.



اقرأ أيضاً: بهلوان
المساهمون