"المسرح الأمازيغي": النجاة من التقشف

25 ديسمبر 2015
(من عروض الدورة السابقة)
+ الخط -

تواصل بعض المهرجانات الثقافية في الجزائر كسب "رهان الاستمرارية"، خصوصاً وأن شبح التقشّف، الذي سيكون قطاع الثقافة من أول ضحاياه، سيضع "رهان الوجود" محط الرهان الأول إن استمر تدهور أسعار النفط.

"المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي"، الذي انطلق أمس في محافظة باتنة شرق الجزائر، والذي اتخذ شعاراً لدورته السابعة "إبداع وأصالة ووحدة وطنية"، هو أحد تلك المهرجانات التي نجت من هذا التقشّف

يلاحظ على الشعار، إضافةً إلى تقليدية وشعاراتية صياغته، الحظ غير المستتر للسياسة، التي كانت ولا زالت المستفيد من القضية الثقافية الأمازيغية وفق غاياتها المتباينة.

يمثل المهرجان فرصة للفرق التي تعتمد على اللغة الأمازيغية من أجل لقاء مؤجل مع الجمهور، وهو لقاء يتعذّر في أحايين كثيرة، نتيجة العقبات التنظيمية والبيروقراطية التي تواجه أغلب الفرق المسرحية، إضافة إلى قلّة دور العرض المسرحي والركود الذي يعد سمة مشتركة بينها، رغم المشاريع التي أفردتها وزارة الثقافة لبناء دور جديدة.

تتنافس في الدورة الحالية عشرة عروض مسرحية، لفرق من المسارح الجهوية التي يدخل ست منها لأول مرة غمار المنافسة، إضافة إلى أربع جمعيات وتعاونيات مسرحية.

إلى جانب معرض للكتاب الناطق بالأمازيغية، والذي يشهد مشاركة ثلاث دور نشر، ينظم المهرجان ملتقى علمي حول "المسرح الأمازيغي وفنون الحكي"، سينشطه باحثون ومسرحيون، إضافة إلى حضور لافت للمسرحيين القادمين من الجنوب الجزائري الذي يحتضن ثقافات أمازيغية عريقة كالطوارق وبني ميزاب.

وأضيفت "جائزة أحسن تغطية إعلامية" (!) إلى الجوائز المعتادة: أحسن عمل مسرحي متكامل وأحسن إخراج وأداء نسائي ورجالي ونص وسينوغرافيا وإبداع موسيقي، وكذلك جائزة لجنة التحكيم.

يندرج المهرجان ضمن السعي الرسمي، الذي تبلور بعد اعتماد اللغة الأمازيغية كلغة وطنية إثر تعديل دستوري سنة 2002، من استعادة هذا البعد الثقافي من ظلال النسيان والاهمال، خصوصًا بعد أن جرى إسقاط النظرة الواحدية للمجتمع التي أتت، لا في الجزائر فحسب بل في عموم الوطن العربي، على سحر التنوع الذي كان فرصة لإغناء النسيج المجتمعي.

تحتاج هذه المهرجانات الاحتفائية بالثقافة الأمازيغية، من الملتقيات التي تقيمها الجامعات والمحافظة السامية لتطوير اللغة الأمازيغية وانتهاءً بمهرجان السينما الأمازيغية، إلى جهد مكمل ينزلها من طابعها المناسباتي إلى مستوى التفعيل في الواقع، خصوصا أن اللغة الأمازيغية تعاني من قلّة الاجتهادات اللغوية العلمية الجادة والمجددة.


اقرأ أيضاً: المسرح الأمازيغي: طريق ليست معبدة

دلالات
المساهمون