"الموسيقى الأمازيغية": مهرجان في أرض الرجال الزرق

19 ديسمبر 2015
(فرقة أمازيغية، تصوير: رضوان شعيب)
+ الخط -

تُوصف منطقة الهُقار أو الأهْقّار في محافظة تمنراست الجزائرية بأنها "أكبر متحف على الهواء الطلق في العالم"؛ فالمنطقة الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي للبلاد، والمكوّنة من تشكيلات جبلية ضخمة، تضمُّ عدداً كبيراً من الآثار والنقوش والجداريات الصخرية القديمة، التي يعُود بعضها – بحسب علماء الآثار – إلى مليون و600 ألف سنة.

ورغم أن المنطقة التي صنّفتها "اليونيسكو" منذ سنواتٍ ضمن التراث الإنساني العالمي تُعتبر وجهةً سياحية جاذبةً بالمقارنة مع كثير من مدن الشمال، فإن الجانب الثقافي فيها ظلّ غائباً لسنين طويلة. لكنها مؤخّراً، أصبحت فضاءً لتظاهرات ثقافية وفنية يُقام معظمها مع نهاية سنة وبداية سنة جديدة.

يُؤخذ على تلك التظاهرات، على اختلاف مجالاتها، أنها مناسباتية وتنزع في كثير من الأحيان إلى الفلكلورية، عنصران يخدمان ربّما الجانب السياحي، ويؤكّدان ان المستهدف أساساً ليس المواطن المحلي، وإنما السائح، سواءً الأوروبي أو الجزائري القادم من المحافظات الشمالية.

من بين المهرجانات التي تحتضنها المنطقة "المهرجان الوطني للأغنية الأمازيغية" الذي تنطلق دورته الثامنة مساء اليوم، وتستمرّ حتى 24 من كانون الثاني/ ديسمبر المقبل.

يُشارك في الدورة الجديدة 24 فرقةً تنشط في مجال الموسيقى الأمازيغية، باختلاف طبوعها، والذي ينبعُ أساساً من اختلاف لهجات الأغنية الأمازيغية؛ بين القبايلية والشاوية والشلحية والترقية، التي تُعتبر لهجة سكّان المنطقة المعروفين بـ "الطوارق"، أو "الرجال الزرق".

في حديث إلى "العربي الجديد"، يعتبر مدير المهرجان، كريم أعريب، أن التظاهرة السنوية "تُشكّل، منذ تأسيسها، فضاءً للتعريف بالثقافة والتراث الجزائريين، وخصوصاً في جانبه الموسيقي، ممثّلاً بالأغنية الأمازيغية".

تتنافس الفرق القادمة من محافظات مختلفة على ثلاث جوائز (الأولى والثانية والثالثة). وإلى جانب الحفلات الموسيقية، يشهد المهرجان فعاليات ثقافية وفنية موازية؛ من بينها معرضٌ يضمّ أعمال ثلاثين فناناً تشكيلياً جزائرياً.


اقرأ أيضاً: فن الأهليل: رجوع الرجال ليلاً

المساهمون