ما زالت تظاهرة "طقوس الإشارات والتحوّلات"، التي انطلقت منذ أشهر في "دارة الفنون" في عمّان، مُستمرّة، وتواصل إقامة فعاليات ومعارض وندوات نقاشية؛ آخرها يُقام بعد غد بعنوان "تحوّلات الفن العراقي في الفترة 1975 – 1995"، وتقدّمها الناقدة والشاعرة العراقية مي مظفّر.
تنطلق مظفّر في ندوتها من كتابها "الفن الحديث في العراق: التواصل والتمايز" الذي سيجري توقيعه في الأمسية نفسها. تتطرّق الكاتبة في إصدارها الجديد إلى تجارب منتقاة من أجيال مختلفة في العراق، متناولةً جوانب من التنوّع في الاتجاهات والأساليب والرؤى في الحركة التشكيلية الحديثة في بلادها.
تستقي هذه الدراسة أهميتها من أهمية الريادة التشكيلية للفن العراقي، وأثرها على الفن العربي عموماً، إضافة إلى تجربة الجيل الذي تدرسه مظفّر، وهو الجيل الذي اختبر مدارس تشكيلية جديدة.
فإن عُدنا إلى السبعينيات مثلاً، نجد أنّ المشهد الفنّي العراقي كان محترَفاً محوريّاً لأعمال فنيّة وسمت تلك المرحلة بالتجريب والتنظير مثل؛ أعمال شاكر حسن آل سعيد، ورافع النّاصري وضياء العزّاوي، إضافة إلى إسماعيل فتّاح وعصام السّعيد. ولاحقاً، في التسعينيات، عرفنا تجارب لـ نديم كوفي، وجنان العاني، وغيرهما.
تجارب متفاوتة في الرؤى، فمنهم من تأثّر بالمدرسة التجريدية الأوروبية، ومنهم من تخفّف من التجريد، وحاول أن يجترح لعناصر عربية مجالاً أكبر في اللوحة، مثل ما عرفت تجربة الناصري من مزج بين الثيمات التجريدية والحرف العربي.
اقرأ أيضاً: صباح الأربيلي: 99 طريقة للعبور