بحثاً عن خشبة في نواكشوط

24 أكتوبر 2015
(بشير مالوم، موريتانيا، 2013)
+ الخط -

وسط جو يعج بضوضاء وسط مدينة نواكشوط والمشاغل اليومية من عمل ودراسة، يكابد شباب موريتانيون تحديات التأسيس لمسرح شاب يؤسس لمشهد فني مسرحي مغاير على أسس محترفة وأكاديمية.

فرقة "شروق" المسرحية، أسسها عدد من الشبان ما بين هواة ومحترفين في 26 كانون الثاني/ يناير الماضي، فتنكبوا المصاعب لتأسيس فرقة بإمكاناتهم المادية الخاصة يجدون في كنفها أفقاً حراً للإبداع، مواجهة منهم للواقع المحبط وخروجاً عن النماذج و"الكليشيهات" المسرحية التقليدية، حسب تعبيرهم.

يقول مؤسس فرقة "شروق"، المخرج إبراهيم ولد سمير، لـ"العربي الجديد"، إن الفكرة في تكوين فرقة مسرحية شابة راودته حين كان مشاركاً في "مهرجان المسرح العربي" الأخير في المغرب، فقد تنبّه لغياب أي فرقة مسرحية موريتانية مشاركة فيه رغم مشاركة شخصيات تحسب على المسرح في البلاد.

يؤكد ولد سمير أن فرقة "شروق" جاءت للمساهمة في إعادة تأسيس مسرح موريتاني على أسس أكاديمية علمية، تكوّن قطيعة مع العمل المسرحي الهاوي المقلّد في مجمله، مع الاستفادة من التراكمات الإبداعية للأجيال السابقة التي كان لها فضل التأسيس الأول لمسرح موريتاني.

تسعى الفرقة الوليدة إلى أن تجمع بين إنتاج مسرحيات وأن تكون ورشة لتدريب هواة ومواهب جديدة واكتشافها، يقول ولد سمير إن "تأهيلهم في ورش تنظمها الفرقة يؤسسهم للانتقال إلى عوالم الإبداع المسرحي الاحترافي"، إذ يعكف أعضاء الفرقة على المشاركة في العديد من الدورات التكوينية والورش من أجل بناء خبرات احترافية لفن المسرح المعاصر.

تخطط الفرقة للمشاركة في "مهرجان المسرح العربي" المزمع إقامته في الكويت، يناير 2016، من قبل "الهيئة العربية للمسرح" بعرض مسرحية بعنوان "الحب والماء والخرافة"، من تأليف وإخراج محمد ولد أبوه، أحد الأعضاء الشرفيين لفرقة "شروق".

كما تنوي مشاركة عدد من أعضائها خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر القادم في "الملتقى العربي لفنون مسرح الدمى" في القاهرة لحضور الورشات التدريبية حول موضوعات فن الدمى والعرائس ونظريات الحكاية والمتلقي.

هنا، يلفت ولد سمير إلى جملة من العثرات والصعوبات التي تعيق المسرح الموريتاني، منها غياب مؤسسة أو إدارة خاصة في وزارة الثقافة تُعنى بالفن المسرحي لتوفر الدعم المادي والمعنوي للأعمال المسرحية، إضافة إلى انعدام الكادر الفني الموظّف المتفرغ للعمل المسرحي.

ويشير أيضاً إلى أن غياب الفرق المحترفة للعمل المسرحي يعد عائقاً إدارياً مع انعدام وجود "اتحاد وطني للمسرح" يجمع الناشطين في المجال يمكن دراسة مشاكلهم وتطلعاتهم وتدريبهم ويدفع لتحقيق مطامحهم في إقامة مسرح إبداعي وحر.


اقرأ أيضاً: أيام قرطاج المسرحية.. ارتجال طوباوي

دلالات
المساهمون