يوسف كرباج وتمارا الرفاعي: الحدود من وجهة نظر فلسطينية

24 مايو 2023
جانب من جدار الفصل العنصري في بيت لحم (Getty)
+ الخط -

في مقال له بعنوان "ما الحدود؟"، يشير المفكّر الفرنسي إتيان باليبار إلى أن "الحدود لا يمكن أن تكون يوماً الشيءَ نفسه بالنسبة إلى أفراد ينتمون إلى جماعات ومجتمعات مختلفة". وهو يُحيل هنا إلى النحو المختلف في التعامُل على الحدود نفسها مع حامل جواز من أوروبا الغربية، مثلاً، وآخر من بلد من "العالَم الثالث"، حيث يمرّ الأوّل بالغالب من دون أي نقاش أو حتى تأشيرة، في حين يحتاج الأمر إلى كثير من التفاصيل والجهود بالنسبة إلى الثاني.

يعرف الشعب الفلسطيني الكثير عن هذا التمييز، وهو تمييزٌ تناقشه جلسة "فضاءات وحدود: من المحلّي إلى العالَميّ" التي ينظّمها "معهد العالَم العربي" في باريس عند السابعة من مساء غد الجمعة، بمشاركة الباحث المتخصّص في الدراسات الديموغرافية يوسف كرباج، ومديرة العلاقات الخارجية في "الأونروا"، تمارا الرفاعي.

يتناول المشاركان "المحنة الوجودية التي يمثّلها العدد الكبير والمتزايد من الحدود ومن الحواجز أمام الفلسطينيين، بين تضييق لفضاءات حياتهم وبين ممارسات الالتفاف" على حق الإنسان في التنقّل، كما نقرأ في تقديم "المعهد" للجلسة.

وكما يشير عنوان الجلسة، فإن المتحدّثين سيفصّلان في الجانبين اللذين تقوم عليهما هذه الصعوبات والتمييزات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني: أوّلاً، داخل البلد الذي يقطّعه الاحتلال الإسرائيلي بحواجز ونقاط تفتيش وجدار عزل عنصري، إضافة إلى تقطيع أرض فلسطين إلى مناطق (الضفة، قطاع غزة...) لا تواصل مباشر بينها.

أمّا ثاني الجوانب، فيتمثّل في ما يواجهه الفلسطينيون الذين يرغبون بالتنقّل خارج بلدهم، حيث يواجهون سلسلة لا تنتهي من المصاعب والسياسات القائمة على إعاقة تحرّكاتهم ومنعها، بما يشمله ذلك من معاملة مختلفة عن غيرهم على مستوى الأوراق الثبوتية المطلوبة، ومن صعوبات في التقديم على تأشيرات دخول والحصول عليها، أو من إعاقة ومُساءلة في المطارات وغيرها من نقاط العبور.

تدير الجلسةَ الباحثةُ الفرنسية في الأنثروبولوجيا فيرونيك بونتون، التي سبق لها أن وضعت أبحاثاً حول جوانب من هذه المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، من بينها "بين الضفة والأردن: محنة عبور الحدود عند جسر الملك حسين" (مقال في كتاب جماعي، 2014)، كما أشرفت على أعمال جماعية وأعداد مجلات، مثل ملف "حدود وعبور في الشرق الأوسط" لمجلة "الحيّز السياسي" (2015) و"التعامل مع الحدود: معابر ومسارات الهجرة والتبادل الاجتماعي" لـ"المجلة الأوروبية للهجرات الدولية" (2014).

المساهمون