رحلت، صباح أمس السبت، أستاذة الفلسفة والباحثة المصرية وداد سعيد (1925 - 2021) في العاصمة الأميركية؛ واشنطن، والتي أمضت أكثر من ثلاثين عاماً في التدريس، إلى جانب انخراطها في الشأن العام مع زوجها رشدي سعيد الذي رحل سنة 2013، تاركاً عشرات المؤلّفات في علم الجيولوجيا.
بدأت سعيد، التي وُلدت في محافظة أسيوط، عملها مدرّسة بـ"الجامعة الأميركية" في القاهرة عام 1951، لكنها اضطرت لمغادرة مصر سنة 1981 عقب إصدار الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات أمراً باعتقال زوجها رشدي سعيد ضمن قائمة ضمت 6351 شخصية من مختلف التيارات السياسية، الإسلامية واليسارية.
بعد رحيل السادات وصدور قرار بالإفراج عن جميع المعتقلين، استطاع الزوجان العودة إلى مصر، بحسب ما يقول الكاتب المصري لويس جريس، وكان يتخلّل تلك الزيارات لقاء عدد من الأصدقاء وزيارة مواقع في الصحراء المصرية كانت ميداناً لبحوث شكري التي ضمّنها في كتابه "نهر النيل.. نشأته واستخدام مياهه في الماضي والمستقبل".
ونشر الكاتب المصري توماس جورجسيان على صفحته في فيسبوك منشوراً يقول فيه إن "الدكتورة وداد كانت وظلّت خلال سنوات عمرها ورحلتها مع الحياة، المرأة المصرية القوية وشريكة الحياة الصامدة والأكاديمية العالمة والأم العظيمة والجدّة الحنونة... وأظهرت في أدوارها العديدة وأينما كانت شخصيتها المستقلّة وعزيمتها الصلبة وخبرتها العميقة بالحياة والبشر.. ومواقفها الإنسانية وآراءها الجريئة".
ويضيف جورجسيان: "بما أنني صرت صديقاً وتلميذاً مقرّباً للدكتور رشدي سعيد، ومن ثَمّ اقتربت وتواصلت مع الدكتورة وداد والعائلة: الابن كريم والابنة سوسن، والأحفاد والأحباب والأصدقاء على مدى الثلاثين السنة الماضية، فإن المرأة القوية والأم العظيمة والأستاذة العالمة كانت حاضرة...".
وباستثناء كلمات الرثاء التي نشرها عدد من الكتّاب المصريين في وسائل التواصل الاجتماعي، فإن صفحات الجرائد المصرية خلت من أي خبر عن رحيل وداد سعيد، التي عملت محاضرة غير متفرّغة في عدد من الجامعات الأميركية، وحافظت - كما رفيق دربها - على موقف مستقلّ عن المؤسّسة الرسمية.