تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في علاقته مع قارئه وخصوصيات صنعته، لا سيما واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته. "قُرّاء الشِّعر اليوم هم مُحبّوه طبعاً، ولا شكّ أنّهم قليلون"، يقول الشاعر والمترجم المغربي في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ من هو قارئك؟ وهل تعتبر نفسك شاعراً مقروءاً؟
- أعتقد أنّ قرّائي هم من المهتمّين كثيراً بالشعر العربي الجديد، وبما يُسمّى في العالم العربيّ بقصيدة النثر. وأعتقد أنّي مقروء قليلاً، أو لنقل: إلى حَدٍّ ما.
■ كيف هي علاقتك مع الناشر، هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك؟
- نشرتُ مجموعاتي الشِّعريّة عند ناشرين مُختلفين. لذا لا أقول "إنّ عندي ناشراً". منذ سنة وبضعة شهور، صدرتْ مجموعاتي في طبعة رقميّة عن "منشورات حِبر"، ولاحظتُ أنّ هنالك إقبالاً على المجموعات في صِيَغها الرّقميّة.
■ كيف تنظر إلى النشر في المجلات والجرائد والمواقع؟
- يحدثُ أن أنشر في مجلّات وجرائد ومواقع، كما لديّ مُدَوّنة أنشر فيها كثيراً، يبدو لي ذلك مهمّاً، بل ضروريّاً.
■ هل تنشر شعرك على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف ترى تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟
- على وسائل التواصل الاجتماعيّ، وتحديداً على فيسبوك، أغلب ما أنشره مِن نصوص شِعريّة هو ممّا سبق أنْ نشرتُه في مجموعات أو في مجلّات. لذا، فلا تأثير لتلك الوسائل على كتابتي.
ما يبتعد عن الغنائية في الشعر العربي يبدو للبعض كأنّه مُترجَم
■ من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟
- قُرّاء الشِّعر اليوم هم مُحبّوه طبعاً، ولا شكّ أنّهم قليلون. قارئ الشّعر هو إمّا شاعر أو من الطلبة أو الباحثين الشغوفين بالشِّعر. في حالات نادرة، تجد شخصاً لا تتوقّع أنّ لديه اهتماماً بالشِّعر، ثمّ تكتشف فيه عارفاً بالشِّعر ومُحبّاً لاستكشاف عوالمه.
■ هل توافق أن الشعر المترجم من اللغات الأخرى هو اليوم أكثر مقروئية من الشعر العربي، ولماذا؟
- قد يَصِحّ هذا، فالشّعر العربيّ، إلى مرحلة قريبة، كان قد أُثقِل كثيراً بالغنائيّة وروح الخطابة، وأحياناً بالنزوع العاطفيّ المُبالغ فيه، واجتاحته الصِّيَغ المكرورة؛ إلى حدّ أنّ النصوص العربية التي نأتْ بنفسها عن تلك الأساليب الكتابيّة أصبحت تبدو للبعض شبيهة بقصائد مُترجَمة!
■ ما هي مزايا الشعر العربي الأساسية وما هي نقاط ضعفه؟
- ليس الشّعر العربيّ متجانساً في أيامنا هاته، وفي هذا أحد مكامن قوّته في رأيي.
■ شاعر عربي تعتقد أن من المهم استعادته الآن؟
- لا يحضرني اسمٌ واحد، بل أسماء كثيرة، وهي حاضرة باستمرار بالنسبة لقرّاء الشّعر الجميل. فثمة شعراء من الجاهلية، ومن حقب أخرى تمتدّ حتّى يومنا هذا. إذ لا غنى عن القراءة لهم وتجديد هذه القراءة. مِن آخر مَن أعدتُ قراءة شِعرهم، جزئيّاً على الأقل، من القدامى، المُثقّب العبديّ، وهذا من الأسماء الجديرة بكلّ اهتمام.
■ ما الذي تتمناه للشعر العربي؟
- أتمنّى له أن يسعى إلى التّجدّد باستمرار، وأن يجتهد كلّ شاعر في أن يتفرّد فلا يختار الكتابة السّهلة أو تكرار نماذج جاهزة.
بطاقة
شاعر ومترجم من المغرب (1955)، له في الشّعر مجموعات عدّة، منها: "على دَرج المياه العَميقة" (1990)، "محفوفاً بأرخبيلات" (2001)، "فراشة مِن هيدروجين" (2008)، "رَجُلٌ يبتسم للعصافير" (2011)، "عيونٌ طالما سافرتْ" (2017).