"هدية زيوس".. مسرحية تعيد الأمل إلى الأرض

شهد "المسرح الروماني" في مدينة ماردة الإسبانية، مساء أمس الخميس، آخر عروض الدورة التاسعة والستين من "المهرجان الدولي للمسرح الكلاسيكي"، الذي يُقام كلّ عام في الأول من شهر آب/ أغسطس، ويستمرّ حتّى نهايته. 

وقد حمل العرض الأخير عنوان "هدية زيوس"؛ وهو عملٌ متنوّع الأجناس يجمع بين الرقص والسيرك والمسرح، من تأليف كونشا رودريغز وإخراج آنخليس باسكيس. 

يتأمل العرض في العالم الحالي، مُتّخذاً من جبل الأولمب مكاناً تجري فيه أحداث المسرحية، حيث تتحوّل الأحداث الدّرامية التي تنتظرها الأرض إلى كوميديا يحلم خلالها ديكاليون بالذهاب إلى المريخ، والتكهُّن بهذا الكوكب البعيد، ثمّ العودة منه كبطل. إلّا أن بيرا، وعلى غرار والدتها باندورا، تُحبُّ الاكتشاف، وتحلم بالتنقيب والحفر في الذاكرة التاريخية التي تغذّينا، كي تُغيّر مسار الأحداث وتُعطينا بعض الأمل. 

سيكون هذا الأمل محفوظاً في صندوق باندورا نفسه، العازمة على معرفة حقيقة الماضي لمنع المستقبل، وبالتالي منحنا الأمل بحياة أفضل على سطح الأرض. ضمن هذه الأحداث سيظهر الإله زيوس، فجأةً، المصاب بدوره بأحد أعظم أمراض البشرية في القرن الحادي والعشرين، وهو مرض الزهايمر. ضمن هذا الإطار، سيكون سهم الإله زيوس المريض إمّا عقوبة تسقط على البشر الذين يُهدّدونه بإزالته عن عرشه، أو فرصة لإعادة توجيه قصّتهم حتى يصلوا إلى نهاية سعيدة ويعيشوا بسلام على وجه الأرض. 

استطاع أنخيليس باسكيس أن يُكيّف ديكور المسرح الروماني، بما يتناسب مع طبيعة المسرحية، كما أنه وضع شاشة عملاقة في منتصف المسرح ليتمّ عرضُ الشُّهب والأبراج والحِبال أو في بعض الأحيان الأرض، أو الكائنات الحيّة التي تعيش عليها؛ الأمر الذي خلق تأثيراً واضحاً في الحضور. 
 

آداب وفنون

التحديثات الحية

"كوميديا الأخطاء" في عرض إسباني: شكسبير وتعقيدات الحقيقة