هانيبال سروجي.. عودة إلى عقد التسعينيات

14 ابريل 2023
(هانيبال سروجي، تصوير: زينة زَلزال)
+ الخط -

هل تُعبّر الفنون المُنتجَة خلال عَقْد التسعينيات في لبنان عن تمثيلٍ لمرحلة ما بعد الحرب الأهلية (1975 - 1990)؟ وبماذا امتازت هذه المرحلة أساساً؟ خاصة أنّ هناك من يعتبرها امتداداً لتلك السنوات الدامية وتأمُّلاً فيها، مقابل آخرين يرونها خروجاً إلى مواضيع أُخرى، تحرّر معها الفنّ من أعباء السياسة والتحزّبات وغيرها.

يُستعادُ هذا السؤال عادةً في أكثر من مناسبة تشكيلية لها علاقة بموضوعة الحرب، ويُصبح أكثر إلحاحاً مع ذِكْر فنّانين بعينهم؛ كمعرض وليد صادق (1966) مثلاً، حيث أُقيم الصيف الماضي في "غاليري صالح بركات"؛ ومثلُه معرض التشكيلي اللبناني هانيبال سروجي (1957) الاستعادي، والذي يُفتَتح الثلاثاء المُقبل في "غاليري جانين ربيز"، ويحمل عنوان "نقطة الانهيار: أعمالٌ من التسعينيات"، ويتواصل حتى 24 أيار/ مايو 2023.

يستعيد المعرض مجموعة من توقيعات الفنّان، كان قد أنجزها في فترةٍ وُصفت بأنها "هادئة نِسبيّاً"، لو قارنّاها بما سبَقها مِن عُقود، ولكنّها في الوقت عينه، تُشكّل فُرصة للنَّظر في هذا الزمن الانتقالي، وكيفية تعاطي التشكيلي معه.

تشغل الذكريات مساحة واسعة من الأعمال على مستوى الموضوعات، وفيها إحالةٌ إلى زمن قريب قد مضى، وإنْ كانت آثارُه ما زالت مُمتدّة. وتتجسد هذه الذكريات بأطياف أشخاص نالت منهم الحرب، وبدّدت حضورهم الواقعي.

أمّا على المستوى اللوني، فتنفتحُ تجربة سروجي في هذا العَقد، على مروحة منها لا تخلو من الضبابية، مُجانِبةً الإفصاح الكلِّي عن موقعها بين دُكنة مُميَّزة ومُكتفية بذاتها، ونقيضِ ذلك من ألوان فاتحة.

الصورة
من أعمال سروجي - القسم الثقافي
(من أعمال سروجي في عقد التسعينيات)

من جهة أُخرى، تكشف أعمالُ سروجي عن شيءٍ من اليأس، وهذا الشعور لم يكُن حصراً على التشكيليّين وحدهم، إنما امتدّ ليشملَ فنوناً أُخرى، وهو ناجمٌ عن تساؤل مفادُه: إنْ كانت الحرب قد انتهت، فلماذا لم يتغيّر شيء بالمعنى الملموس بعد؟ وهُنا، يستعين سروجي بأدوات تجريدية لترجمة هذه المقولة.

فضلاً عمّا يُذكّر به، المعرض، من تاريخ قريب، تأتي أهميتُه، أيضاً، ممّا يُحيل إليه في الظَّرف الراهن، والبلد يعيش أزمة اقتصادية غير مسبوقة، لا تقلّ في قساوتها وما خلّفته من دمار عن سنوات الحرب.

يُشار إلى أنّ سروجي حاصلٌ على دكتوراه في الرسم من كلية الفنون الجميلة من "جامعة كونكورديا" في كندا (1987)، وبرصيده ثلاثةٌ وعشرون معرضاً فردياً، منها: "ذرّات" (1997)، و"تحت علامة الخفّة" (2003)، "رأس في السحاب" (2014)،  بالإضافة إلى خمسة وعشرين معرضاً مُشتركاً في لبنان وحول العالم. 

موقف
التحديثات الحية
المساهمون