نشيد غزّة وقصائد أُخرى

23 اغسطس 2024
ستاماتيس بوليناكيس
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **نشيد ورثاء لمدينة غزّة**: دعاء للرب لإنقاذ الأمهات والأطفال من الموت الذي يهطل من السماء، وتضحية الشاعر بنفسه من أجل الأبرياء.
- **صلاة من أجل نورا**: تأمل في اللحظات النادرة التي نعيد فيها خلق العالم، مع دعوة للحفاظ على الروابط اللامرئية وعدم العودة للزمن الأعمى.
- **الشعر لا يكفي**: نقد لواقعنا الملوث والمفلس، حيث لم يعد الشعر كافياً في مواجهة الخصخصة والتلوث، مع إشارة إلى الحوريات الصامتة.

نشيد ورثاء لمدينة غزّة

يا ربُّ، أَلقِ عليّ الجنون
والنار التي تهطل من السماء. دع
أُمّهات الأنقاض الحزينات يعشن؛ دع
الرُضَّع المرضى المُرقَّشين
بالدموع يعيشون. أَدِرْ عليّ سكين
القتَلة العمياء، يا ربّ. الموت يهطل
من السماء. خلّص يا ربّ نساء الأنقاض
الحزينات؛ خلّص أطفالنا المرضى المُرقَّشين بالدموع. الموت يهطل 
من السماء. أَبِدْني إلى الأبد يا ربّ، عوّض 
أولئك الذين يجب أن يبقوا للغد أيضاً. هٰأنذا هنا 
أفتح صدري عوض إسحق البريء.


■ ■ ■


صلاة من أجل نورا

لا وجود لنا، أظنّ، إلّا خلال لحظات نادرة
حين نُعيد خلق العالم من البداية،
حين تتفتّح العيون والصور مثل هذه
الزهور الزائلة الرقيقة في الضوء

آه، لا تَفتحنَّ الأبواب مرّة أُخرى،
لا تُسمعنَّ ثانية أبداً خطواتُ الزمنِ الأعمى
خارج هذه الغرفة، لا تبقينَّ فارغةً أبداً هذه الأيادي
التي تقدّم الخبز والخمر والوعد بالأبديّة

لا تنقطعنَّ أبداً الخيوط اللامرئيّة.


■ ■ ■


تنبّؤ

اللحظة التي تخشاها
ستأتي
حينما دويّ عظيم
سيُسمَع
من طرف الدنيا
والحشود سترتقي
السلالم
مختنقة بالدخان.


■ ■ ■


الشعر لا يكفي

يا سادة، لا تدعوا أحداً يخدعكم
ولا شيء.
لم نفلس اليوم، لقد
أفلسنا منذ سنوات كثيرة.
اليوم بات كلّ واحد يقدر بسهولة
أن يسير على الموج،
القناني تُرمى فارغة في الماء
بلا أن تحمل رسائل مخبّأة
الحوريّات لا تغنّي ولا
تصمت، بل تبقى فقط هامدة
مذهولة من خصخصة
المياه ولا
الشعر لا يكفي ما دام البحر قد امتلأ
نفايات وواقيات ذكرية
وليكتب من السونيتات ما شاء عن "فاليرو"
لورينتزوس مافيليس.


■ ■ ■


ولادة أوذيسياس

أمتعة أُخرى ليس لي سوى
هذه التي وُلِدتُ بها.
هكذا وصلت ذات ليلة إلى العالم
حاملاً على كتفيّ
حملي المبهم.
سأظلّ أذكر الاختناق
والظلام ورعدة الولادة
 داخل قطار كان يُسافر إلى المجهول.
أنا الذي لم يحبّ أيّ إنسان،
أحببت فقط النجوم الكبيرة المستعدّة للموت
والكواكب البعيدة التي تحترق.
جننت بحبّ فتاة فقيرة مريضة؛
سمعتها ليلة تغنّي
تحت شبّاكي قبل
أن تنطفئ إلى الأبد
وكان اسمها شولوميت، وكان شعرها
من رماد.


* ترجمة عن اليونانية: روني بو سابا



بطاقة

شاعر وكاتب مسرحيّ يونانيّ، ولد في أثينا عام 1970. درس الأدب الإسبانيّ في مدريد وترجم إلى الإسبانية العديد من المسرحيات الكلاسيكية الإغريقية. صدرت له سبعة دواوين شعريّة. حاز الجائزة الوطنيّة للشعر في بلاده.

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون