"ناشرون من أجل فلسطين": ضد الإلغاء والإبادة والفصل العنصري

14 نوفمبر 2023
جانب من تظاهرة "طوفان بروكلين من أجل غزة"، نيويورك، 28 الشهر الماضي (Getty)
+ الخط -

وقّعت، قبل أيام، أكثر من أربعين دار نشر ومؤسسة ثقافية حول العالم، رسالةً تضامنية مع الشعب الفلسطيني، تنديداً بحرب الإبادة الصهيونية على غزة، المستمرّة منذ ثمانية وثلاثين يوماً، حيث دعا الموقّعون الناشرين والمُحرّرين والكتّاب في جميع أنحاء العالم للانضمام والتوقيع على هذه الرسالة

حيّى الموقّعون، في بداية بيانهم، شجاعة الفلسطينيّين ومقاومتهم، وحبّهم العميق لأرضهم التاريخية، رغم ما ترتكبه "إسرائيل" من إجرام بـ"تواطؤ وسائل الإعلام الغربية والفاعلين الثقافيّين"، كما أدانوا استخدام الكيان الصهيوني للقنابل الفسفورية المحظورة، بدعم من حكومات الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأوروبا وأستراليا، لافتين إلى خطورة ما يتعرّض له أهالي غزة من تدمير وحشي للمستشفيات والمدارس، ومخيمات اللاجئين، والكنائس، والمساجد. 

كما استنكرت الرسالة عمليات التهجير القسري التي تفرضها "إسرائيل" على 2.3 مليون إنسان، وعمليات القتل المروّع التي استهدفت أكثر من عشرة آلاف شخص، من بينهم 3500 طفل. ولفت الموقّعون إلى أنَّ الإبادة الجماعية تم تدشينها باستخدام العسكريين الصهاينة كلمات لا إنسانية مثل "حيوان بشري" لتبرير هجماتهم على المدنيّين في غزة. 

أمّا من ناحية ما تشهده ساحة الفنون والثقافة العالمية، اليوم، من إلغاء ومنع لأصوات فلسطينية أو مناصرة لقضيتها، فقد أكّد الموقّعون أن هذا استمرار لنهج التفوّق الأبيض الاستعماري والرأسمالي في المحو والسيطرة، حيث أدانوا، في الوقت نفسه، تواطؤ العاملين في مجال النشر المؤسسي أو المستقلّ الذين يتغاضون عن هذا القمع من خلال جُبنهم وصمتهم وتعاونهم مع مطالب الاحتلال الإسرائيلي والمانحين والمموّلين والحكومات الإمبريالية.

وممّا جاء في الرسالة: "النشر ممارسة الحرية والتعبير الثقافي والمقاومة. نحن كناشرين ملتزمون بخلق مساحات للأصوات الفلسطينية المُبدعة والناقدة ولكلّ من يقف متضامناً ضدّ الإمبريالية والصهيونية والاستعمار الاستيطاني... إن إسكات المؤلّفين والكتّاب الفلسطينيين لا يؤدّي إلّا إلى تعزيز الخوف من المقاومة الأدبية الفلسطينية، ويُساهم في الإبادة الجماعية للفلسطينيين وسرقة الأراضي. الخوف نفسه الذي يقف وراء القنابل، وعمليات الهدم، والاختطاف، وتعذيب السجناء".

وختم الموقّعون رسالتهم بجملة من المبادئ، تتمثّل بالدعوة إلى وقف الإبادة الجماعية على أرض فلسطين التاريخية، ومحاسبة "إسرائيل" وحلفائها على جرائم الحرب التي ارتكبوها، والتأكيد على مطالب الشعب الفلسطيني في الحرية والمقاومة والعودة، ودعم حركة المُقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، والتأكيد على عدم إسكات الأصوات الفلسطينية في معارض الكتاب الدولية والمهرجانات الأدبية، والالتزام بجعل صناعة النشر موقعاً حقيقيّاً للتعلّم وحرية التعبير.

يُذكر أن قائمة الموقّعين شملت دُور نشر من كندا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وإيرلندا، وإندونيسيا، والهند، وأستراليا وإسبانيا.

 

المساهمون