مِن تعبٍ أو خجَل

23 مارس 2021
جزء من لوحة "وجه" لـ الشعيبية طلال (زيت على قماش، 1970)
+ الخط -

وعد

الّذي صنعَ مقبضَ الباب
كانَ قد وعَدَها
أنْ يُمسِكَ يدَها
ويتجوّل بها كلّ ليلةٍ.
..
ما إن صدّقتهُ
وانسدّتْ بهدوء
حتّى صنعَ القفل.


■ ■ ■


صورة جماعية

حين أخذنا صورةً جماعيّة
لم نفكّر لحظتَها
أنّنا عندما نفترِق
ونمزّقُ الصّورةَ قِطعاً صغيرة
سيبقى وجهانا معاً
في قطعةٍ واحدة.


■ ■ ■
  

أرصفة

مِن فَرْطِ ما نِمْتُ على الرّصيفِ
نَمَتْ على جسدي
آثارُ أقدامٍ
وأعقابُ سجائرَ.

البردُ الّذي مَشى معي كلّ الطريق
حَسِبته رفيقَ عُمري
لكنّه في الحقيقةِ
كانَ يأكلُ فقط 
من عظامي.

في اللّيل
نسترجعُ أنا والرّصيف
ثرثرةَ مارّةٍ مُزدحمين
ونبحثُ بينَ آثارِ الأحذيةِ
عنْ غرباءَ 
مرّوا مِنْ هُنا 
تماماً مثلنا.


■ ■ ■


ألمٌ واحدٌ 

ألمٌ واحدٌ
أكثرُ وجعاً
مِنْ آلامٍ متفرّقة.
إنّ بي آلاماً
مشتّتة
في كلّ موضعٍ
ألمٌ على حِدة.


■ ■ ■


حيثُ ولدتُ 

حيثُ ولدتُ
تولدُ النّساء ناضجات
شقراوات
كحَبَّات القمحِ البَلديّ
منحنياتِ الرّأسِ.
..
ربّما ذلكَ كان 
من تعَبٍ أو خجلْ. 

هنا
حيثُ ولدتُ
يولدُ الرّجال
من رحِمٍ خَشنٍ
كالجلابيبِ المنسوجةِ من صوفِ الغَنم
يُمضونَ العمرَ في احتساء شايِ العصر
يحملونَ بأيديهم 
مَناجِلَ حادّةٍ
ولهفةً عارمةً إلى موسمِ الحصاد.

هنا
حيثُ ولدتُ
كلّ قصائدِنا تولدُ ناضجة
من خجلِ السّنابل
أو لهفةِ المناجل.


* شاعر من المغرب

نصوص
التحديثات الحية
دلالات
المساهمون