مُحبّ جميل.. في أثر "أصوات لا تُنسى"

03 يونيو 2023
محمد عبد المطلب (1910 - 1980)
+ الخط -

تبدو الدراسات التي تأخذ على عاتقها همَّ البحث في مرجعيات المُغنِّين المصريّين خلال القرن العشرين متنوّعة من حيث الأساليب والمناهج؛ وذلك يعود لغنى المادّة المدروسة نفسها. علاوةً على ذلك، يُتيح هذا التنوّع المجالَ، أمام الباحثين الشباب، لتجريب أدواتهم النقدية والمعرفية.

في 2020، أصدر الباحث المصري مُحبّ جميل (1991) كتابه "محمد عبد المطلب: سلطان الغناء"، باحثاً في سيرة صاحب "بتسأليني بحبّك ليه" الذي عاش بين عامَي 1910 و1980، ليستكمل بذلك المساق الذي كان قد بدأه بكتاب تناول فيه سيرة المغنّية فتحية أحمد (1898 - 1975). ومؤخّراً عاد الباحث ليوقّع عملاً جديداً بعنوان "محمد قنديل: 3 سلامات"، متّخذاً من سيرة حياة الفنان الراحل (1929 - 2004) موضوعاً له.

عند السابعة من مساءَ الخامس عشر من حزيران/ يونيو الجاري، تُقام في "مركز الجزويت الثقافي" بالإسكندرية، ندوة بعنوان "أصوات لا تُنسى"، يُقدّم فيها جميل كتابيه حول المُغنِّيَين المصريَّين: عبد المطلب وقنديل، ويُضيء جوانب سِيرية عنهما، وما يُميّز كلّاً منهما على مستوى التطريب والمدرسة الموسيقية، ويدير الحوار الباحث كريم جمال.

الصورة
محمد قنديل - القسم الثقافي

يجمع بين العملَين بُعدٌ توثيقي، واهتمام بسدّ ثغرة البحث في أرشيف الأغنية المصرية، خاصة مع ما عاشته من انتعاش خلال القرن العشرين. ولا يقف المنهج الذي اتّبعه الباحث في إنجاز الكتابَين على التفصيل في ما أنجز المغنِّيان فقط، بل ينفتح على جوانب اجتماعية واقتصادية عاشتها البلاد، وأثّرت في أمزجة المُستمعين والجمهور، وأحياناً صنعت أذواقهم.

كما يُفرد المؤلِّف في كتابيه مساحة للأصوات النقدية، وبذلك يُدلّل على القيمة النظرية والجمالية التي راحت تتفاعل مع المعطيات الفنية، والبيئة الصحافية التي استوعب تلك الكتابات. ورغم صعوبة الوصول إلى مثل هذه المواد الأرشيفية - كما يُشير جميل إلى ذلك في مقدمة كتابه الأخير - فإنّ الكشف عن بعضها يضع القارئ أمام مشهد تتقاطع فيه المصادر والمرجعيات.

يُشار إلى أنّ لجميل إصدارات أُخرى خارج البحث في الأرشيف الموسيقي، منها: "ترميم لوجوه محفورة" (مجموعة شعرية، 2014)، و"اسمي العلني والسرّي محمود درويش" (حوارات مختارة، 2021).

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون