للسنة الثالثة على التوالي، تتوسع خارطة العرض الرقمي لتشمل مزيداً من المؤسسات الفنية والغاليريهات حول العالم، والتي باتت تضع برامجها السنوية على اعتبار أن التواصل مع جمهورها عن بعد هو حالة دائمة في عالم ما بعد الوباء، وليست عابرة.
تأسّست "وحدة لندن" في العاصمة البريطانية عام 2013 بوصفها منصّة افتراضية عالمية في محاولة لسدّ النقص في سوق الفن الرقمية قبل انتشار فيروس كوفيد – 19 بسنوات عدّة، وستطلق عند العاشرة من صباح الثلاثاء، الخامس عشر من الشهر الجاري، معرضاً بعنوان "تاريخ الفن الخالد: من دافنشي إلى مودلياني" والذي يتواصل حتى التاسع عشر من الشهر المقبل.
يضمّ المعرض أعمالاً لخمسة فنانين إيطاليين تمّ إعادة إنشائها كنسخ مادية من اللوحات الأصلية، وتمثّل محطّات تاريخية مختلفة بدءاً من عصر النهضة ومروراً بالمدرسة الرومانسية في القرن التاسع عشر، وانتهاء بنماذج من الفن الحديث، بالتعاون مع أربع مؤسسات إيطالية هي "معرض صور بيناكوتيكا" و"مكتبة أمبروسيانا" في ميلانو، و"مجمع دي ليبلوتا الأثري" في بارما، و"غاليري أوفيزي في فلورنسا.
يُعرض كل عمل فني على شاشة مؤطرة في نسخة طبق الأصل، وكل منها مصبوب ومصنوع يدوياً في مدينة توسكانا الإيطالية، ويتم إنتاج العمل كإصدار رقمي في تسع نسخ فقط، وتتيح تقنية الأبعاد الثلاثة (3D) مشاهدتها كما هي معروضة في أمكنتها الأصلية.
يمكن لمُتصفّحي المنصة مشاهدة لوحة "لا سكابيلياتا (رأس امرأة)" لليوناردو دافنشي التي رسمها عام 1508 بألوان زيتية على الخشب، وهي تصوّر امرأة في حالة شرود غير مدركة لما حولها، إلى جانب لوحة ثانية غير مكتملة لدافنشي بعنوان "صورة موسيقي" والتي من المرجّح أنها رُسمت بين عامي 1483 و1487، ولم تحدّد هوية صاحبها بشكل قاطع حتى الآن.
ويحتوي المعرض لوحة "سلة الفاكهة" لكارافاجيو الذي رسمها سنة 1599، وتنتمي إلى العصر الباروكي وتظهر فيها سلّة وضعت على حافة سطح وفيها أنواع مختلفة من فواكه الصيف، إلى جانب لوحة "مادونا ديل كارديلينو" لرافائيل التي تعود إلى عام 1506.
وتُعرض أيضاً لوحة "القبلة" لفرانشيسكو هايز والتي نفّذها عام 1859 وتصوّر زوجين من العصور الوسطى، يتعانقان بينما يقبلان بعضهما البعض، وتعدّ من أكثر تمثيلات القبلة حماسةً في تاريخ الفن الغربي، وإلى جوارها لوحة "رأس سيدة شابة" لمودلياني الذي رسمها عام 1915 بألوان زيتية على قماش، وهي من أعماله المتأخرة.