استمع إلى الملخص
- يشدد على دور الثقافة والهوية في مواجهة الاستعمار والإبادة، داعيًا العرب إلى رفض الخنوع والدفاع عن القيم الإنسانية والوقوف إلى جانب المظلومين.
- يعبر عن تضامنه مع أطفال فلسطين، خصوصًا دارين البيّاع، مشيدًا بصمودهم ومقاومتهم كمصدر إلهام، ويؤكد على قوة الصبر والأمل في الحرية وإنهاء الاحتلال.
تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أيام العدوان على غزّة وكيف أثّر على إنتاجه وحياته اليومية، وبعض ما يودّ مشاركته مع القرّاء. "لسنا وحيدين فشعوب العالم الحرّ تقف إلى جانب قضيّتنا"، يقول الروائي العراقي لـ "العربي الجديد".
■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظل ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
- ليس سوى فلسطين لا غير، الأمّة والإنسانيّة تخوض أشرف وأنبل معاركها ضدَّ الشرّ والعنصريَّة والاستيطان والهمجيَّة والخُرافات وسَلْب شعب وطرده من أرضه.
■ كيف أثّر العدوان على حياتك اليومية والإبداعية؟
- أثَّر بشكل كبير جدًّا، لم أعُد أهتمُّ بحياتي الخاصة أو بإكمال أعمال أدبيَّة بدأت بها، أو لنقُل صارت لها مساحة أقلّ. كلُّ شيء الآن عندي يدور حول النصر في المعركة، المتابعة، النشر، الدعم الإعلامي، كشف طبيعة الشرّ، زيف حقوق الإنسان الغربيّة ومعاييره المزدوجة، مقاومة الاستسلام و"الطابور الخامس"، تلك التسمية القديمة، والمشاركة في الفعاليات والمظاهرات والمَسِيرات. أنتَ بعيدٌ عن المعركة جسدًا، لكنَّها في الروح والعقل، كأنَّك في أرض المعركة، حيث الأبطال يصنعون السلام لهذا العالم. أشعرُ أنّي بدأتُ مرّةً ثانيةً وقوّة جديدة انبعثت فيَّ. شُكرًا فلسطين، شُكرًا للأبطال الذين تَقوم الأُمّة على أكتافهم.
■ إلى أي درجة تشعر أن العمل الإبداعي ممكنٌ وفعّال في مواجهة حرب الإبادة التي يقوم بها النظام الصهيوني في فلسطين اليوم؟
- مهمّ جدًّا في تعزيز روح النصر، والثورة على إرث الاستسلام الذي يُزرَعُ في حياتنا عمدًا. انظُر حولكَ لترى الكمَّ الهائل من الجُهد الفكريّ والإعلاميّ الذي يبذله الأعداء، لتدميرنا وتدمير مجتمعاتنا وهويّتنا وثقافتنا. إنَّهم يُخَطِّطونَ لتدمير البشريّة، وعلينا إيقافُ هذا. أريدُ أن أقول: ناضِل ودافِع بكلِّ ما تملك وبكلّ وسيلة مُتاحة.
■ لو قيّض لك البدء من جديد، هل ستختار المجال الإبداعي أو مجالاً آخر، كالعمل السياسي أو النضالي أو الإنساني؟
- قبلَ أن أكونَ أديبًا، كنتُ ثَوريًّا، الشيء الرائع أنَّ تلك القناعات لم تتغيّر. كانت فلسطين والأمّة هما المعيار الذي أَقيس وأُوازنُ به كلَّ شيء.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- التحرُّر من سيطرة الشرِّ والعنصريَّةِ والاستبداد. كذلك من الاستعمار والإبادة واستلاب الشعوب وتحطيمها وتحطيم المُثل والقِيم الإنسانيّة.
■ شخصية إبداعية مقاوِمة من الماضي تودّ لقاءها، وماذا ستقول لها؟
- الكثير من الشخصيات، تاريخنا يضجُّ بهم، مثلًا كلكامش، النبي محمّد، علي بن أبي طالب، عروة بن الورد، صلاح الدين الأيوبي، لينين، غيفارا، جورج حبش، والكثير، أقول: اليوم لدينا أبطال جُدد.
■ كلمة تقولها للناس في غزّة؟
- أنتم الصامدونَ المُرابطون، الأنقياء الذين تُدافعون عن كلِّ شَرف الأُمّة، عن كلِّ قِيَمِها. انتصاركُم سيبقى إلى الأبد. الإنسانيَّةُ مدينة لكم، أيقظتم الضمائر وروح المقاومة، أوقدتم شموع أرواحكم قرابين من نور، من أرواح، فتحتُم العيون المُغلقة، هززتُم عروش الظَّلمة، كشفتُم بأرواحكم وعذاباتكم، كم أنّ هذا العالم سيّئ، وقفتم بوجهِ كلِّ التوحُّش الإمبرياليّ والعنصريّة والشَّرِ والشيطان. تُحاربون حُفاةً جياعًا بقلوبٍ مليئة بالإيمان من أجلِ أُمَّتِكم، إنَّ الرؤوس والهامات تنحني لكُم يا صُنّاع الحياة.
■ كلمة تقولها للإنسان العربي في كلّ مكان؟
- ارفُض الخنوع، ارفُض تدميرَ ثقافتنا بحجّة التحضُّر الغربي الزائف، تَمسَّك بِلُغَتِكَ وثقافتكَ، تمسَّك بثقافةِ مقاومة أعداء الإنسانيّة، حارِب من أجل العدالة والسلام للشعوب، انتصر للمظلومين في كلِّ مكان، فإنسانيَّتُنا على المحكّ، بلا قيمٍ وإنسانيَّةٍ لا معنى لوجودنا، الآن علينا حماية الأمّة، حماية أُمَّتِنا من الشرِّ والعدوان الذي يريد تدميرنا ثم تدمير العالم. نحن لسنا شعوبًا مُسْتَلَبة، لسنا أمّةً وحيدة، معنا كلّ الشرفاء من العالم الحُرّ.
■ حين سُئلت الطفلة الجريحة دارين البيّاع التي فقدت معظم أفراد عائلتها في العدوان، ماذا تريدين من العالم، أجابت "رسالتي للناس إذا بيحبّوا دارين يكتبوا لي رسالة أو أي إشي".. ماذا تقول لدارين ولأطفال فلسطين؟
- دارين نجمةٌ في سماءٍ بلا نهاية، الروح والقلب معكِ ومع كلِّ أطفالِ فلسطين، أنتِ الأمل لتحمُّل الصِّعابِ ومَثَلٌ للذين اهتزَّت لديهم بوصلة الوطن. تُثبّتينَ الركيكَ وتُقَوّينَ الضَّعيف وتَمنحينَ العالمَ عبر الجِراح أملًا بالحُريّة وإنهاء الاحتلال وتفكيك الصهيونيّة وكلّ بؤر الشرّ والعدوانيّة. كلُّ قوَّة صبرٍ لكِ، قوَّةُ صبرٍ لنا وأمل يتجدّد.
بطاقة
روائي عراقي من مواليد بغداد عام 1962، حاصل على البكالوريوس في الهندسة، ترك بغداد نتيجة المضايقات الأمنيّة التي كان يتعرّض لها، وعمل مُحرِّرًا في العديد من الصحف والمجلات، مثل مجلّة "نضال الشعب" الفلسطينيّة في بيروت، وشغل منصب سكرتير تحرير جريدة "المغترب العربي" التي تصدر في تورنتو. صدر له في القصّة: "تحت ظلّ المطر" (1996)، و"مكانٌ لممارسة الحلم" (2004)؛ وفي الرواية: "تحت سماء الكلاب" (2005)، و"بوهيميا الخراب" (2009)، و"أوراق الزمن الداعر" (2010)، و"إستلوجيا" (2012)، و"كيف تقتل الأرنب" (2014).