"معرض بُساط للكتاب".. دورة ثانية عنوانُها أدب اليافعين

27 يوليو 2024
إعادة الكتاب إلى قائمة الأولويات في ظلّ غلاء المعيشة (من مكتبة "مركز بُساط")
+ الخط -

افتُتحت، مساء أمس الجمعة، الدورة الثانية من "معرض بُساط للكتاب"، الذي يُنظّمه "مركز بُساط الثقافي" في مقرّه بميدان حدائق القبّة في القاهرة، في محاولة لتعزيز الأنشطة الثقافية في منطقة لا تصلها عادةً النشاطات الثقافية التي تتركَّز في وسط البلد وأماكن أُخرى ذات طابع مركزي. وشهد اليوم الأوّل من المعرض، الذي يتواصل حتى الثاني من الشهر المُقبل، ثلاثة لقاءات: "ورشة حكي: حكاية من ألف ليلة وليلة" قدّمتها دعاء الشريف، وورشة خيال الظلّ قدّمتها "فرقة ومضة"، وندوة "أدب اليافعين وGEN Z.. نقطة تلاقي" التي شارك فيها كلّ من عمرو مغيث ومحمد فتحي وسمر صلاح الدين.

التقت "العربي الجديد" بالمؤسِّسة المُشاركة في "مركز بُساط" دعاء الشريف، التي لفتت إلى أنّ المركز حرص، منذ تأسيسه قبل ثلاث سنوات، على تنويع أنشطته بين مناقشات الكتب والمَعارض والورشات والمشغولات اليدوية للكبار والأطفال، مُضيفة: "كنّا قد نظمنا الدورة الأولى من المعرض في مطلَع العام الجاري، تزامناً مع 'معرض القاهرة الدولي للكتاب'، بعدما لمسنا غلاء أسعار الكتاب فيه، وحينها تعاونّا مع المهتمّين بالكتاب المُستعمل، وأصحاب الصفحات النشِطة في هذا المجال على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث طرحنا أسعاراً مُناسبة للكتب المستعملة، وهي طبعاً بحالة جيّدة وبعضها كان لا يزال مُغلَّفاً وغير مستخدم على الإطلاق".

مبادرة تستهدف تنشيط أطراف القاهرة عبر الفعاليات الثقافية

تُركّز دورة هذا العام على أدب اليافعين، وقد أرجعت الشريف هذا الخيار إلى أنّ "الأطفال والبالغين عادةً ما يتمّ التوجّه إليهم، لكن تبقى هناك فجوة في التعامل مع فئة اليافعين، وهُم الشريحة التي تتحرّك من خلال الهواتف الذكيّة أكثر من الكُتب أو أيّة وسائل معرفية أُخرى، فحاولنا أن نُخاطبهم ونُقدّم مقاربة عن عوالمهم، خصوصاً أنّ توقيت معرضنا يتزامن مع العطلة الصيفية. كما أن الندوات التي ننظمها تُخاطب صانعي الكتب من رسّامين وكتّاب ودُور نشر، وكذلك الحال مع 'الجيل Z' (مواليد منتصف التسعينيات حتى منتصف العقد الأوّل من الألفية الثالثة)، المُنفتح على الكثير من مصادر المعرفة، ومؤخّراً بدأت التظاهرات الكبرى تلتفت إلى هذه الشريحة".

وحول التعاونات التي يُقيمها "مركز بُساط"، أشارت دعاء الشريف إلى الدور التنظيمي والداعم الذي تلعبه "مؤسّسة بيت الحكمة"، مُمثّلة بمديرها الباحث والمترجِم أحمد السعيد والباحث عمرو مغيث، إلى جانب "دار نهضة مصر" و"دار ريشة". توضّح: "من خلال هذه المؤسّسات الثلاث، استطعنا توسيع الترويج للمعرض والاتفاق على تقديم عدّة ورشات، كون هذه الدُّور معروفة باعتنائها الخاصّ بأدب اليافعين".

وختمت الناشطة الثقافية المصرية حديثها إلى "العربي الجديد"، بالتنبيه إلى ما يواجهه "مركز بُساط الثقافي" من تحدّيات في عمله: "الكثيرون يقولون لنا أنتُم في مكان بعيد. وفي الحقيقة نحن نعتبر هذه ميزتنا، حيث نُريد أن نُنشِّط المنطقة ثقافياً، وأن نستقطب أكبر عدد مُمكن من الناس إليها. وعلى مستوى آخر تبرز مسألة تغيُّر الأولويات عند الناس، في ظلّ ارتفاع الأسعار والمعيشة وتحييد الثقافة من قائمة الأولويات في حياة الناس، فضلاً عن تحدّي المُوازنة بين تكاليف الفعالية وطرح سعرها للجمهور، وغالباً ما نلجأ إلى حلول مثل طرح أسعار مخفَّضة".

الجدير بالذكر أنّ "معرض بُساط" يُطلّ على القضية الفلسطينية والحياة اليومية في ظلّ الاحتلال الصهيوني، من خلال لقاء مع أطفال فلسطين بالتعاون مع "اتحاد المرأة الفلسطينية" في مصر، يُقام بين الواحدة والخامسة من مساء الخميس المُقبل، ويلي النشاطَ عرضُ أربعة أفلام فلسطينية قصيرة: "مفقود"، و"زي النكبة"، و"الطريق إلى فلسطين"، و"رحلة كنباي".

وعلى جدول الأيام المُقبلة من المعرض خمس ورشات: "ارسم قصّتك" مع التشكيلية ولاء خليفة، و"أساسيات كتابة رواية لليافعين" مع الروائي والكاتب أحمد قرني، و"أساسيات صناعة محتوى يوتيوب" مع الكاتبة مي مجدي، و"تخيّل نفسك بمفردك في العالم" مع علي قطب، و"أساسيات تصوير بالموبايل" مع دعاء عادل، وندوة "تحوّلات أدب اليافعين" بمشاركة الكاتبَين زينب العسّال وعبد الرحمن نور الدين.

أمّا اليوم الأخير من "معرض بُساط للكتاب"، الجمعة المقبل، فيتضمّن ندوة بعنوان "افتح الشبّاك: تجارب ثقافية ملهمة من المحافظات". تعرض الندوة مبادرات ثقافية خارج القاهرة لتنمية المجتمع والحفاظ على التراث، ويُشارك فيها كلٌّ من آيات عبد الدايم، مؤسِّسة "مركز جروان" بالمنوفية، وعلي سيّد من "شركة بحار" بالقصير، كما يُقام في اليوم نفسه حفلٌ غنائي يُقدّمه "كورال عبّاد الشمس" التابع لـ"اتحاد المرأة الفلسطينية" في القاهرة، ويليه عرض من تقديم "فرقة مساحة" لفنّ الحكي.

المساهمون