معرضٌ لكتاب الطفل والشباب في الدار البيضاء.. بديل للتظاهرة المفقودة

26 اغسطس 2023
طفل على شاطئ بالقرب من "مسجد الحسن الثاني" في الدار البيضاء، 2017 (Getty)
+ الخط -

حين أعلنت وزارة الثقافة المغربية، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، عن نقل "المعرض الدولي للنشر والكتاب" من عاصمة البلاد الاقتصادية إلى عاصمتها السياسية، بدا أنّ الأمر ليس سوى إجراءٍ مؤقَّت؛ خصوصاً أنّ الوزارة برّرت قرارها، حينها، بتحويل الفضاء الذي اعتاد احتضان التظاهرة في مدينة الدار البيضاء إلى مستشفىً ميداني لعلاج المصابين بفيروس كورونا، وباحتضان الرباط تظاهرتَي "عاصمة للثقافة الأفريقية" و"عاصمة للثقافة الإسلامية" في 2022، وهو ما فُهم منه أنّ المعرض سيُقام في الرباط لدورة واحدة استثنائية، قبل أن يعود إلى مدينته الأُم التي دُئب على تنظيمه فيها منذ انطلاق دورته الأُولى عام 1994.

ومع ذلك، أثار الأمرُ معارَضةً لدى المنتخبين المحلّيين والوسط الثقافي في الدار البيضاء، والذين اعتبروا أنّ القرار يضرب الحركية الثقافية والاقتصادية في المدينة، خصوصاً أنّ المعرض توقّف في سنتَي 2020 و2021 بسبب الجائحة، ودعوا الوزارة إلى العدول عن القرار، وهو ما رفضته الوزارة التي طمأنت، على لسان الوزير محمد المهدي بنسعيد بأنّ التظاهرة ستعود إلى موطنها الأصلي عام 2023.

وبالفعل، أُقيمت الدورة السابعة والعشرون من المعرض في الرباط خلال حزيران/ يونيو 2022، وكانت تلك المرّةَ الأُولى يُقام فيها خارج الدار البيضاء منذ تأسيسه. وحينها، نقلت وسائل إعلام محلّية عن مصادر في وزارة الثقافة قولها إنّ "النجاح الكبير" الذي حقّقته الدورة دفع الوزارة إلى التفكير في الإبقاء على المعرض في الرباط بشكل نهائي، واستحداث معرض آخر في الدار البيضاء.

قرابة سبعين في المئة من سكّان الدار البيضاء هُم من الشباب والأطفال

وخلال ندوة صحافية أقامها بن سعيد في أيار/ مايو الماضي للإعلان عن برنامج الدورة الثامنة والعشرين من "المعرض الدولي للنشر والكتاب" في الرباط (أُقيمت بين الأوّل والحادي عشر من حزيران/ يونيو الماضي)، كشف وزير الثقافة عن التوجُّه لإقامة معرض دولي سنوي لكتاب الشباب والطفل في الدار البيضاء، والتي قال إنّ قرابة سبعين في المئة من سكّانها هُم من هاتين الفئتَين.

ويوم الخميس الماضي، أعلنت وزارة الثقافة أنّ الدورة الأُولى من "المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب" ستُقام في الدار البيضاء بين الخامس عشر والثاني والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، مُحدِّدة تاريخ الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر المقبل كآخر أجل لتسجيل دُور النشر الراغبة في المشاركة، مضيفةً، في بيان لها، بأنّ التظاهرة "ستُمثّل إضافةً تُعزّز العرض الثقافي لمدينة الدار البيضاء، وستطمح إلى إعطاء انطلاقة لتقليد سنوي تُصبح معه العاصمة الاقتصادية ضمن قائمة المدن المعدودة في العالم التي تحتضن معرضاً دولياً خاصّاً بكتاب الطفل والشباب".

هل يستطيع المعرض الجديد تعويض "المعرض الدولي للنشر والكتاب" وملء الفراغ الثقافي والاقتصادي الذي تركه نقله إلى الرباط، أم سيكون مجرَّد تظاهرة لترضية المشهد المحلّي؟ أسئلةٌ ستُجيب عنها الدورة الأُولى بعد ثلاثة أشهر من الآن.

 
المساهمون