في نيسان/ إبريل عام 2017، انطلقت النسخة الأولى من "معرض الكتاب العربي" في مدينة مالمو السويدية، على يد مجموعة من القرّاء والمهتمّين، قبل أن تتمأسس في وقت لاحق وتتعاون في تنظيمه مجموعة من الهيئات الثقافية العربية في البلد الإسكندنافي ومؤسسات محلّية.
نجاح التظاهرة دفع إلى تعميمها وانتشارها في عدد من البلدان الأووربية، ومنها ألمانيا والدنمارك وهولندا والنمسا، وارتفعت مشاركات دُور النشر، كما استقطبت أيضاً عدداً من الناشرين العرب، وتوسّعت برامجها لتشمل إقامة ندوات ومحاضرات ومعارض فنّية وفقرات مُخصّصة للأطفال.
نحو أسبوعين كانت تفصل عن إقامة معرض مالمو، الذي يُنظّم بعده تباعاً معرضٌ في العاصمة السويدية؛ ستوكهولم، وآخر في يوتبوري (مدينة غوتنبرغ) حتى نهاية العام الجاري، قبل أن يصدر بيان صحافي منذ أيام أعلن تعليق المعارض الثلاثة.
البيان الذي صدر عن إدارة "مؤسسة معارض الكتاب العربي في أوروبا"، أشار إلى تأجيل دورات مالمو وستوكهولم ويوتبوري 2023 من معارض الكتاب العربي في أوروبا حتى إشعار آخر، تضامناً مع فلسطين.
تشكّل االمعارض الثلاثة نافذة أساسية لتوزيع الإصدارات العربية في دول الشمال الأوروبي
وأضاف المنظِّمون إنه "بسبب الأوضاع المأساوية التي يُعاني منها أهلنا في فلسطين، نُعلن تأجيل كلٍّ من الدورة السادسة من 'معرض مالمو للكتاب العربي'، والدورة الثالثة من 'معرض الكتاب العربي' في ستوكهولم، و'يوتبوري للكتاب العربي' في أوروبا".
لم يحدّد البيان موعداً جديداً لإقامة هذه التظاهرات، إنما تمّ التركيز على أسباب التأجيل التي تتصل بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وختم بعبارة الترحّم على شهداء فلسطين والدعاء بالشفاء للجرحى، في وقت يتعاظم فيه الانحياز لرواية الاحتلال الإسرائيلي لدى معظم وسائل الإعلام الأوروبية، والغربية عموماً.
تُشكّل المعارض الثلاثة النافذة الأساسية لتوزيع الإصدارات العربية، الشحيحة أصلاً، في دول الشمال الأوروبي، وكذلك مساحة للتواصل مع شخصيات أدبية وفكرية من العالَم العربي أو التَّماس مع قضايا تعني المهاجرين العرب في أوروبا.
يُذكر أن الدورة الخامسة من "معرض كوبنهاغن للكتاب العربي"، التي أُقيمت في "مركز حمد بن خليفة الثقافي" بالعاصمة الدنماركية، اختُتمت في الأول من الشهر الجاري، واشتملت فعالياتها على معرض لرسّام الكاريكاتير الشهيد ناجي العلي (1936 - 1987).